صحيفة الدستور المصرية - كيف لا أحب من أحبه ربه؟.. هذه هي نقطة الالتقاء
بيني والكابتن حسن شحاتة، فالحماية الربانية التي يتمتع بها والملائكة
التي تهبط من السماء وتنقذه من شر علاء صادق وتقلبات شوبير وتدافع عنه في
مواجهة هجمات الأهلاوية وكُتابهم، والأهداف التي تدخل مرمي الخصوم في
الأوقات الصعبة فتحيي بطولة وتسعد شعباً.. كلها علامات علي صلاح هذا الرجل.
حسن
شحاتة بالنسبة إليّ أكبر من مجرد مدرب ناجح حقق إنجازًا لم يسبقه إليه
أحد، بل هو رسول السعادة ومبعوث البهجة لشعب كُتبت عليه العيشة المرة
والحياة الكئيبة إلا من لحظات سعادة كروية مسروقة يرسلها الله علي يديه.
ومن
خلال معرفتي الطويلة بالكابتن حسن أستطيع أن أجزم بأن أهم ما يميز هذا
الرجل هو صراحته وصدقه، فهو لا يجيد تزويق الكلام ولا يخجل من الحديث عن
عيبه أو نقيصته وفي أوقات النصر أو الانكسار قادر علي أن يواجه خصومه،
فلقاؤه المهم والحاسم أمام رواندا في تصفيات كأس العالم سيأتي بعد أيام
ويحتاج إلي مساندة الجميع العدو والحبيب، الغريب والبعيد إلا أن شحاتة
يرفض أن ينكسر أو يبدي مرونة في هذا الوقت أمام قوة علاء صادق وانقلابات
شوبير أو غيرهما ممن يتلذذون ويستمتعون ويفرغون شهواتهم في إهانته كي
يثبتوا رجولتهم النقدية، لكنه يتحدث ليفضح مكرهم ويكشف نواياهم الخبيثة
وأحقادهم الدفينة، ويظل متمسكاً بالأمل في الوصول لكأس العالم وهو أمل حتي
وإن راح فهذا لا يقلل من قدر وقيمة حسن شحاتة ولن ينال من التاريخ الكروي
العظيم الذي سطره لمصر.
وتعالوا لهذا الحوار الذي أجريته مع الكابتن حسن شحاتة في نهار رمضان.. حوار فيه صدق الصائمين وشجاعة المجاهدين فاقرأوا:
> كابتن حسن بصراحة ما نسبة وصول مصر لكأس العالم في 2010؟
-
لدينا أمل وبنسبة كبيرة، لكن لابد من الفوز في المباريات الثلاث المقبلة،
وهذا ما نفكر فيه، لكن البعض يحاول أن يضيّع الأمل رغم أن الكرة مازالت في
الملعب، ولابد أن يقوم الإعلام بدوره في توعية الجماهير بذلك.
> لكننا كنا نري في البداية أنها مجموعة سهلة؟
-
الصحافة هي التي رأت ذلك وليس نحن، لكن كل شيء تغير الآن في عالم الكرة
ولم تعد هناك فرق ضعيفة وأخري قوية، وكل الفرق في كل الدوريات تغيرت حتي
الفرق الصاعدة، وكما رأيتم قبل ذلك فبوروندي وبتسوانا وموريتانيا فرق ليس
لها تاريخ لكن الكرة لا تعترف بذلك، بدليل ما حدث في التصفيات الأولي
المؤهلة لكأس العالم، ولكننا بالإصرار والعزيمة والتوفيق استطعنا أن نتغلب
علي هذا المأزق.
> أعتقد أن التعالي والغرور سبب الأزمة التي نحن فيها؟
-
التعالي لم يكن من الجهاز الفني أو اللاعبين، ولكنه كان من جانب الصحافة
التي أوحت للرأي العام أنها مجموعة سهلة، وأننا نتعالي عليها، صحيح هناك
أخطاء لكن ليس من بينها التعالي أو الغرور.
> بصرف النظر عن فكرة السهولة، فالحسابات النظرية والفنية والعملية تقول إننا الأفضل؟
-
طبعاً، لأن تاريخ الناس دول لا يقارن بتاريخ مصر، وبعد بطولتي 2006 و2008
لم يعد أحد يقترب من مصر، لكننا كنا نقول للاعبين: إننا لا نعتمد علي
التاريخ وانسوا الكلام ده، ولكن ليس معني أننا أبطال أفريقيا أن نتأهل
فالكرة لا تعترف بهذا الكلام، والشقلبة التي حدثت في أفريقيا تجعلك قلقاً
من جميع الفرق حتي التي ليس لها اسم في تاريخ كرة القدم، وهذا ليس في
أفريقيا فقط، بل في آسيا وأوروبا أيضاً.
> هل كان الإعلام وحده هو الذي وضعنا في هذا المأزق عندما أوحي للاعبين أن فرصتهم أفضل من غيرهم؟
-
لسنا في مأزق، وقلت قبل ذلك إنه لابد من التوفيق سواء كنا مسلمين أو حتي
مع الذين ليست لهم ملة ولا دين، لكن عندما أقول إن الظروف حكمت علينا بهذا
الوضع فأنا أعني أن مباراة زامبيا هي التي أوصلتنا لما نحن فيه الآن، إذ
كان هناك اعتقاد لدي اللاعبين بأنهم رايحين يكسبوا بثلاثة أو أربعة أو
خمسة أهداف، لذلك أحضرت لهم تاريخ زامبيا مع مصر عندما هزمتنا هنا 5/1،
فعلقت ذلك لكي أخرج باللاعبين من حالة الاسترخاء التي بدت عليهم.
> ولكن هذا لم يحدث وسمعنا عن تسيب واستهتار في المعسكر السكندري قبل لقاء زامبيا؟
-
لم يحدث، لكن التسيب كان بسبب الطلبة التابعين للأكاديمية بالإسكندرية، إذ
حضروا في آخر يوم لأن حضورهم كان ضمن إطار الدراسة، والاشتباكات التي حدثت
بين الطلبة والإعلاميين لم يكن لنا دخل فيها، لكن الصحف والإعلام أظهروا
ذلك باعتبار أنه تسيب، وصوروا الطلبة والدنيا هايصة، وقالوا إن اللاعبين
كانوا بياكلوا كوارع وسي فود.
> ألم يحدث ذلك؟
- عادي..
إيه المشكلة؟! فقد كنا في معسكر وليس من الضروري أن ألتزم بالطعام
الروتيني، إيه المانع آكل اللي في نفسي مرة أو مرتين في معسكر يمتد 10
أيام، وأبعد عن الطعام الرياضي السلاطة والمكرونة وقطعة الإسكالوب، ما
المشكلة في تغيير كهذا؟! ومن السذاجة القول إننا تعادلنا في المباراة بسبب
أكلة سمك أو كوارع فهذا تفسير تافه ولا يليق بإعلام محترم ولكنه جاء من
إعلام متربص.
> ماذا سيحدث لك لا قدر الله لو لم توفق في مباراة رواندا؟
-
هذا السؤال تم توجيهه لي أكثر من مرة، وكان شوبير يسأل السؤال نفسه
للكابتن سمير زاهر وكريم - ابني - كمان سألني السؤال ده، فقلت له إن كل
شيء متروك لاتحاد الكرة، فقد حققنا في أفريقيا ما لم يحققه أحد من قبل،
وكان طموحنا كجهاز فني ولاعبين وجماهير وإعلام وقيادات أن نتأهل لكأس
العالم، وإذا لم نتأهل لا قدر الله فالأمر متروك لاتحاد الكرة، هتيجي تقول
لي: عندك كأس الأمم في أنجولا، فسأقول لك: لا تعنيني في شيء.
> لكن ألا يدخل ضمن طموحك الشخصي الفوز بالبطولة للمرة الثالثة؟
-
مش عاوز أقول أنا حققت طموحي ونمت عليه، لكن لو ذهبنا إلي أمم أفريقيا
ونحن متأهلون لكأس العالم طبعاً هيبقي نفسي أحقق إنجازاً ثالثاً، أما إذا
لم يكتب لنا التأهل لا قدر الله، فإن أمم أفريقيا لا تعنيني في شيء،
وأعتقد أن هذا الجيل حقق الكثير إلا شيئاً واحداً ربنا يحققه لنا في هذه
الأيام المفترجة.
> ولكن قيل إنك تنوي تقديم استقالتك إذا لم يوفق المنتخب في مباراة رواندا؟
-
يجب أن تعلم أن هناك شيئين في حياتي لم ولن أفعلهما، الأول: إنني لم أحلف
بالطلاق طوال حياتي، والثاني، إنني دائماً أتحمل المسئولية حتي آخر نفس
ولم يحدث طوال تاريخي أنني تقدمت باستقالتي بسبب هزيمة أو خروج من بطولة،
ولكن ما أقوله هنا إنني سأترك الحرية لاتحاد الكرة في اتخاذ القرار الذي
يراه مناسباً لمصلحة المنتخب، وسأجد لهم ألف عذر إذا ما تمت إقالتي وأنا
مؤمن بأن التغيير هو سنة الحياة ولو دامت لغيري لما وصلت إليّ.
> ما نسبة مشاركة مجلس إدارة اتحاد الكرة فيما حققته من إنجازات؟
-
لا يتدخلون في أي شيء ويحاولون بقدر الإمكان تلبية جميع احتياجاتنا، خاصة
في فترة ما بعد غانا 2008، ولا أريد الخوض فيما قبل ذلك، لكنهم أحسوا بنا
وعاشرونا وعرفوا طباعنا، وربنا وفقنا وحققنا إنجازات في وجودهم، وفي بعض
الأحيان كانوا يعتبرون أن هذه الإنجازات التي تحققت في وجودهم هي التي
جعلتهم مستمرين.
> هل تغيرت معاملة اتحاد الكرة معكم في هيئته الجديدة عما سبق؟
- طبعاً، فالأمور كلها تغيرت بعد غانا 2008.
> وهل تغيرت بسبب إنجاز كأس أفريقيا أم بسبب خروج أسماء ودخول أشخاص جدد إلي اتحاد الكرة وأقصد هنا أحمد شوبير؟
-
بعيداً عن الأشخاص الذين خرجوا من الاتحاد، أعتقد أنهم خرجوا لأنهم لم يكن
لديهم الحق في ترشيح أنفسهم، لكن الإنجازات التي حدثت هي التي جعلت
المسئولين يقتنعون بأننا نعمل بما يرضي الله.
> بعد مرور كل هذه السنوات كيف تري موقف الإعلام منك؟
-
يتعامل معي بحذر، ويقال إنني أتعالي عليه وغير متعاون معه، وهذا كلام عار
تماماً من الصحة وغير حقيقي، بالإضافة إلي أنني أخصص يوماً لكي أُوجد
معهم، أنا والجهاز الفني واللاعبين، سواء كانوا يريدون تصريحات مني أو
لقاءات صحفية أو تليفزيونية لكن هناك من أوحي بأنني أتعالي علي الإعلام زي
صاحبنا اللي بيقول إني زي الطاووس المنفوش وغيره.
> شاهدت برنامجاً للدكتور علاء صادق وكان يقول إنك لست أفضل مدرب يقود المنتخب؟
-
هو الذي وصفني بالطاووس المنفوش، وقال إن الظروف هي التي خدمتني في تحقيق
هذه الإنجازات وإن جوزيه ولاعبي الأهلي هم أصحاب الفضل في بطولتي 2006
و2008، وعن نفسي أري أن ما قاله ليس شيئاً جديداً عليه فهو الذي سبق وصنع
الفتنة بيني وجماهير الأهلي عندما أشعل الحريق في قضية عصام الحضري، لكنه
طول عمره ضدي، الطريف أنه لم يصنفني ضمن أفضل المدربين في مصر وقال إن
هناك مدربين أفضل مني، متجاهلاً أن أغلب من ذكرهم حصلوا علي فرصتهم مع
المنتخب ولم يحققوا شيئاً، فالجوهري أستاذنا ولكنه لم يفز بكأس الأمم
الأفريقية مرتين متتاليتين، والأمر نفسه بالنسبة لفاروق جعفر وأنور سلامة
لكنهم مدربون أكفاء ومحترمون.
المؤسف أنه في الوقت الذي يكرمني فيه العالم ويتم تصنيفي أفريقياً وعالمياً أجد من يخرج في بلدي ويحرمني من حقي في لقب مدرب كفء.
ولمثل
هؤلاء أكتفي بأن أضع في أعينهم الشهادات والأوسمة التي حصلت عليها،
وسأكتفي للرد علي هذا الناقد بخطاب بلاتر رئيس دولة كرة القدم في العالم
يهنئني فيه بعيد ميلادي حتي يعلم قدري وقيمتي.
المهم عليك التأكد أن الناس قادرة علي التمييز والفهم بين المغرض الكاره والأمين المخلص.
> رجل يكرهك كل هذه الكراهية ورغم ذلك يوافق ابنك علي العمل معه في إذاعة الشباب والرياضة؟
-
من الممكن أن تكون رجلاً في مكانك، ويأتي عليك شخص آخر، وكريم رجل له
شخصيته وعمله، وممكن يكون شايل من علاء صادق باعتباره ابني، وأتذكر أنني
قلت له: لا تعط لأحد الفرصة لتطفيشك ولا تجعل أحداً يقطع عيشك، والكلام
نفسه قاله الكابتن أحمد سليمان، وكريم منحاز لي لكنني لن أقطع عيشه بسبب
رجل لا يحب والده، وهناك كثيرون لا يحبونني لكنهم لا يقولون ذلك في العلن
وما يقوله علاء صادق نوع من الإهانة ليس له علاقة بالإنجازات والفنيات أو
النقد الموضوعي.
> ولكن نفس الموقف تكرر من كريم عندما وافق علي
العمل مراسلاً لقناة «الحياة» في كأس العالم للقارات رغم غضبك مما فعله
شوبير وعلاء صادق قبل يومين من انطلاق البطولة إذ شنا عليك هجوماً عنيفاً؟
-
كما قلت لا أريد أن يتأذي كريم في أكل عيشه بسبب والده، ولكن في هذه
البطولة كان الموقف مختلفاً، فالشركة التي اشترت حقوق تصوير كواليس
المنتخب تعاقدت مع كريم قبل أن تبيع الحقوق لقناة «الحياة».
وعن
نفسي أنا أقدر مشاعر كريم وحبه الشديد لي ومنعته من اتخاذ أي قرار يضر
بمستقبله، فهو كما تعلم في بداية مشواره الإعلامي وكما تقولون «ظهورات»
واسمه مكتوب بالقلم الرصاص ويحتاج أن يثبت ذاته حتي يجد لنفسه مكاناً في
هذا المجال.
> هل امتلاك «ميدو» صحيفة رياضية متخصصة في الهجوم عليك أثر في قرارك باستبعاده من المنتخب؟
-
لست مدرباً تافهاً أو صغيراً حتي تتحكم مشاعري أو أي صحيفة أو برنامج
تليفزيوني في اختياراتي، فمصلحة المنتخب هي الأهم وأستطيع أن أفصل جيداً
بين ما هو شخصي وما هو عام فمن قبل كان هناك كاتب في «الفرسان» يهاجمني،
فهل قطعت علاقتي معك بسببه؟!، والأمر نفسه هنا فأنا أقاطع قناة «مودرن»
بسبب الهجوم الضاري من أحد البرامج علي شخصي، إلا أنني لم أقاطع من يعمل
فيها وأتحدث دائماً مع مدحت شلبي والكابتن طه إسماعيل وإبراهيم يوسف، وليس
معني أن من يرأس تحرير جريدة ميدو يهاجمني ألا أتعامل مع اللاعب، فمصلحة
المنتخب هي ما يهمني وهي التي تجعلني أعادي أشخاصاً كثيرين وأستغفر الله
أن أتعاون مع أي شخص ضد مصلحة المنتخب.
> وما رأيك في عودة ميدو؟
- في حالته هذه لن يعود، وهو يعرف ذلك جيداً وتحدثنا معه في هذا الأمر.
> أقصد عودته إلي مصر؟
- بالطبع خطأ كبير وكذلك عودة عمرو زكي وهذا أمر مضر بالمنتخب.
> كيف يكون مضراً وأغلب القوام الأساسي للمنتخب من المحليين؟
-
عندما يكون لديك لاعبون في الهيكل الأساسي للمنتخب الوطني ويلعبون في أفضل
دوريات العالم كالدوري الإنجليزي والإسباني والألماني فبالتأكيد هم
يتدربون بشكل أفضل.. بلاش التمرين لأنه جزء صغير جداً في موسوعة تجهيز
اللاعب فهناك الالتزام خارج الملعب والانضباط الغذائي والمعيشي فالاحتراف
يطبق بحذافيره علي عكس مصر فأنت لا تعلم ماذا يفعل اللاعب بعد التدريب،
وعندما يكون لديك عدد كبير من اللاعبين محترفين في دوريات مختلفة فهذا جيد
لك من وجهة نظري، لكن هناك مدربين لمنتخبات أفريقية يرون العكس نظراً لعدم
رؤية اللاعبين إلا قبل المباراة بـ48 ساعة وقالوا إن تجربة منتخب مصر هي
أفضل التجارب عشان كده عملوا بطولة أفريقيا للمحليين لكي يكون لديهم
لاعبون محليون.
> لكنك لم تستفد من زيدان؟
- لا أعرف هل أنا الذي لم أستفد منه أم أنه هو الذي لا يريد أن يفيدنا.
> إذن من هو المحترف الذي استفدت منه بكامل طاقته؟
-
ولا لاعب، فقط محمد شوقي عندما يكون في فورمته أستفيد منه كثيراً، وعمرو
زكي منذ احترافه لم أستفد منه أي شيء، لكن بالنسبة لميدو فأمره يحزنني
لأنه صنع لنفسه اسماً في الخارج خلال السنوات الماضية وكانت الظروف مؤهلة
ليكون أحسن مهاجم في أوروبا، فكيف أتخيل أن يعود لمصر ولا أجد له وصفاً
إلا أنه تراجع للخلف.
> هل تحدث إليك ممدوح عباس بشأن عودته إلي المنتخب؟
- لا أحد يجرؤ علي التحدث عن عودة ميدو في ظل الحالة التي يبدو عليها الآن.
> نقصد أنه استشارك في إمكانية عودته للمنتخب إذا واتته الفرصة.
-
أي لاعب في مصر لديه فرصة تمثيل بلده وميدو ليس غريباً علي المنتخب، فقد
كان مع الكابتن محمود الجوهري والكابتن محسن صالح ومعي ولكنه يحتاج إلي
فترة لتجهيزه فنياً وبدنياً فوزنه زائد بشكل كبير.
> هل استبعاد ميدو في هذه المرحلة...
-
مقاطعاً ليس استبعاداً، لأنها كلمة تعني أشياء كثيرة وتجعل الكثير من
الناس يتحدثون في هذا الأمر ويجتهدون، كل واحد حسب هواه، لكنني أقول إن
الحالة البدنية والفنية لميدو الآن لا تسمح له بالوجود مع المنتخب ومازلت
مصراً علي أنه ليس استبعاداً بل عدم اختيار.
> الكلام يدور داخل نادي الزمالك أنه في حالة إخفاقك في الوصول لكأس العالم ستتولي تدريب الزمالك.
-
علاقتي بممدوح عباس طيبة وقديمة منذ عام 1975 لكن الكلام اللي اتقال ده
عشان حاجة واحدة وهي أنه عند اجتماع لجنة البث داخل اتحاد الكرة تصادف
وجود الجهاز الفني للمنتخب وعلم الأستاذ ممدوح عباس بوجودي وكان محمود
طاهر عضو مجلس الإدارة موجوداً وجاء الكابتن سمير زاهر وممدوح عباس وجلسا
معنا وتحدثنا لكن كل الوكالات تناقلت الخبر أن ممدوح عباس كان في مكتب حسن
شحاتة ولم يقل أحد إنني كنت جالساً مع الجهاز الفني للمنتخب وفي وجود سمير
زاهر ومحمود طاهر ولكن قيل فقط إن عباس اتفق مع حسن شحاتة علي تدريب
الزمالك في حالة إخفاقه لا قدر الله في الوصول لكأس العالم.
> لكن ممدوح عباس صرح بأنه سيكون سعيداً في حالة توليك تدريب الزمالك!
-
أنا الآن في مهمة مع المنتخب ولو كنت أدرب نادياً فهذا ممكن، لكنني في
مأمورية وربنا يخرجنا منها علي خير، فهو يتمني وأنا أتمني، ولم أدرب
الزمالك إلا مرة واحدة سنة 1985 مع نيلكوفيتش كمساعد والمرة التي توليت
فيها مع طه بصري كانت نهاية موسم واستمرت ثلاثة أشهر فقط، وعن نفسي فأنا
أتمني تدريب الزمالك فهذا هو النادي صاحب الفضل عليّ وأرغب في خدمته ورفع
اسمه ولكن ليس الآن فأنا في مأمورية قومية.
> هل تحتمي بعلاقاتك بالرئاسة؟
-
أحتمي بإنجازاتي، وعلاقتي بالأستاذ جمال والأستاذ علاء مبارك علاقة طيبة
لأنهما مصريان وكانا يسانداننا كجهاز فني ولاعبين في كل الإنجازات التي
حدثت، وفعلا الأمر نفسه مع الكابتن الجوهري.
> أين عبقريتك التي لا نراها؟
-
هي في إيماني بالواقع الذي أعيشه، فمثلاً وأنا أجلس معك الآن هل أعرف ماذا
سيحدث معك بعد ذلك، لكنني أتعامل بحسن نية ولا أفترض سوء النية في البداية.
>
بعض الناس تتحدث عن أن صانع هذه الإنجازات لا يتحدث الإنجليزية ولم يقرأ
كتاباً في علم التدريب ولم يتلق دورات متقدمة في هذا المجال.. ما تعليقك؟
-
عندما كنت لاعب كرة أخذت دورة مكثفة لمدة شهر في الأكاديمية الأوليمبية
المصرية، وبعدها مكثت شهراً في البرازيل في دورة تدريبية أرسلني إليها
اتحاد الكرة مع كابتن عادل طعيمة، وبعدها ذهبت إلي ويلز بعد انضمامي لنادي
الوصل الإماراتي مع فريق 17 سنة فمكثنا في مقاطعة ويلز بإنجلترا ثلاثة
أسابيع وكان من المفترض أن أحصل علي الرخصة التي تؤهلني لكي أعمل في أي
مكان في إنجلترا، لكن كان معنا مدلك إنجليزي نجح بحيلة في أن يحصل علي
رخصتي باسمه، ثم ذهبت إلي رومانيا لمدة شهر مع طه بصري وغانم سلطان،
وأعترف بأنني لا أجيد التحدث باللغة الإنجليزية بطلاقة لكن لدي القدرة علي
التفاهم بها مع الجميع وعندما كنت ألعب في الكويت أخذت عدة كورسات فيها
لأنني كنت أريد أن أفهم تعليمات المدربين الأجانب دون مترجم.
> إذن نحن نتحدث عن شخص آخر غيرك؟
-
والله يا أسامة أنا ربيت نفسي وعلمت نفسي، فبعد أن حصلت علي دبلوم تجارة
قمت بعمل معادلة ودخلت جامعة بيروت العربية واستكملت دراستي وحصلت علي
بكالوريوس تجارة، ولكنهم في مصر يتحدثون عن أنني حاصل علي دبلوم تجارة
باعتبار أن ذلك إهانة أو انتقاص من قدري وكأن الحاصلين علي مؤهل متوسط ليس
من حقهم التطور والتميز والارتقاء. لكنني لا أريد أن أدخل معهم في مجادلات
عقيمة وأري أنه من العيب الانسياق خلف ادعاءاتهم بعد ما حققته من إنجازات
كروية كبيرة علي مستوي الأندية والمنتخبات.
> ولماذا يحاولون تشويهك؟
-
لا أدري، فمثلاً يقال عني إنني رجل كِشري وأنني لا أبتسم في المباريات
وعندما ضحكت في مباراة مع عبدالعزيز توفيق قالوا إنني أستهزئ به وهكذا،
لما أكشر يزعلوا ولما أضحك يزعلوا فماذا أفعل؟
> هل تعتقد أن هناك عداوة بينك وجمهور الأهلي؟
- لا، لم تكن هناك عداوة بيننا في يوم من الأيام.
> لو كنت أهلاوياً هل كنت ستحصل علي المحبة والاحتواء والحصانة أكثر من ذلك؟
-
ذكرت لك أنني أحب أن أعيش الواقع، وكان من الممكن أن أكون أهلاوياً ولا
أحقق شيئاً لكنني مقتنع وراض بما أنا فيه وأحب ما كتبه لي الله سبحانه
وتعالي.
> هل تكره جماهير الأهلي حسن شحاتة؟
- لا، فهذه
الجماهير تحب حسن شحاتة ولما اتشتمت من جماهير الأهلي كان ذلك بسبب هذا
الرجل في قناة مودرن، وفي كل حلقة يقدمها كان يخصص لي علي الأقل ثلاثة
أرباع وقت الحلقة.
> أين تري الصعوبة في المباراة المقبلة وما يقلقك كمدير فني هل قلة المهاجمين أم الصيام؟
-
الصيام هو الشيء الوحيد الذي يقلقني ولكنني لا أستطيع أن أتحدث مع
اللاعبين في هذا الأمر وأترك الحرية كاملة لهم فمن يرد أن يفطر فليفطر ومن
يرد الصوم فلا أستطيع أن أمنعه لأنه شرع الله.
فإذا كان الإفطار
مفيداً للحالة الفنية والبدنية فإنه قد لا يكون مفيداً نفسياً، فاللاعب
الذي يفطر يشعر بأنه أغضب ربه وأنه لن يقف إلي جواره وهذا شعور يسيطر علي
النفس ولا تستطيع التخلص منه حتي ولو كانت معك رخصة الإفطار، ولكن المهم
هنا أن تعلم شيئاً فاللاعبون الذين يعزمون علي الإفطار لا يجاهرون به بل
لا أبالغ إذا قلت إن اللاعبين الذين يقيمون في غرفة واحدة لا يعلم كل واحد
منهم إذا كان الآخر صائماً أو مفطراً فجميع اللاعبين في المنتخب يتقون
الله ويخافونه ولا يجاهرون بالإفطار حتي ولو معهم الرخصة.
> كيف تري مستوي الدوري في أول انطلاقة؟
- كما تري فإن عدد الأهداف في الثلاثة أسابيع الأولي يقول إنه دوري قوي لكنني قلق من شيء وهو التوقفات المتكررة.