إن الهدف من هذا الطريق هو أنه يقدم رؤية جديدة وقراءة جديدة في تناول ما بين أيدينا من آيات الله وكتاب الله وأحاديث رسول الله . نحن نقول جديدة بالنسبة لما هو قائم .. وإنما هي ليست جديدة بمعنى أنها طارئة أو مستحدثة .. فهي موجودة في الأصول .. موجودة في الآيات .. موجودة في الأحاديث ولكن القراءة تختلف. الناس تجمدت عند مفهوم واحد في قراءة الآيات وقراءة الأحاديث وقراءة الدين ككل، مع أن المفروض أن تكون هناك قراءات متعددة ومفاهيم متعددة. التعدد ليس أمرا بعيدا طالما أن هناك احتراما من كل فهم للآخر. الخطورة في التعدد حين يظن كل واحد أنه على حق والآخرين على باطل، وأن ما يفهمه هو الحق الوحيد، وهذا شئ ليس صحيحا لأن كل إنسان له مفهومه، وأيا كان الإنسان، وأيا كانت مقدرته، وأيا كان مستواه، فله رؤية محدودة ولا يحق له أن يجعلها مطلقة. هذا ما نطبقه على أنفسنا، فإذا كنا نتحدث عن مفهوم، فهذا المفهوم ليس هو الصحيح الوحيد، أو ليس هو القراءة الوحيدة، إنما هناك قراءات كثيرة سبقت وقراءات كثيرة ستلحق.
أساس قراءتنا هو أن البدء في الفهم والرقي والتغيير إلى الأفضل يأتي من الإنسان نفسه، وأن الإنسان حين يقوم بأي منسك في الدين أو يلتزم ظاهريا بتعاليمه دون أن يكون عنده مفهوم فيما يفعل وإحساس بما يفعل فإن الأمر كله يصبح مجرد عادة .. أو تقليد .. أو ترديد لكلمات لا أثر لها ولا تأثير حقيقي على وجوده، الأحاديث النبوية توضح أن الإنسان في أي مرحلة إذا قام بأي من التعاليم دون وجود الفهم الصحيح القائم على احترام العقل وصفاء القلب و القيام بالعمل معبرا عن ذلك، تصبح أشياء لا قيمة لها بل هي رياء مرفوض "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدا" و"رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش" و "اقرأ القرآن ما نهاك، فإن لم ينهك فلست تقرأه" ويحدثنا عن زمن لا يوجد فيه من الدين إلا شكله ولا من القرآن إلا رسمه.
ويعيش الإنسان الظن بأنه في إيمان في حين أنه لم يراع أساسيات الدين. فالدين يدعو الإنسان لأن يعمل ما أعطاه الله من نعم، فالآية الكريمة تقول {إن شر الدواب الصم البكم الذين لا يعقلون} الأنفال (8) : 22 ومن يقوم بأي شئ دون أن يفهمه فهو {كمثل الحمار يحمل أسفارا} الجمعة (62) : 5 . فالدين الإسلامي يأمر الإنسان بالتفكر ويضرب أمثلة على ذلك في عشرات وعشرات الآيات{قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق} العنكبوت (29) : 20 {فلينظر الإنسان مما خلق. خلق من ماء دافق} الطارق (86) : 5، 6 {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت} الغاشية(88) : 17{ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور} الملك (67) : 3 ومع استعمال العقل استعمال كافة الحواس من السمع والبصر لأنها نافذة العقل إلى العالم الخارجي. فهذا أساس من أسس الدين. الأساس الثاني والذي يكمل ولا يعارض الأساس الأول هو استعمال القلب والإحساس والضمير وهو "الذكر" : {الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم} هم أيضا {ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا} آل عمران (3): 191 وهناك {الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه"} الكهف (18) : 28. وهناك العمل بالجوارح {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون } التوبة(9): 105. {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا}الإسراء(17): 36
هذه البداية ـإعمال العقل والقلب واستقامة الجوارح ـ هي المنهج الذي اتبعه جميع الرسل والأنبياء بلا استثناء .. فكل رسول رفض مالم يقبله عقله من سلوك قومه ومن أفكار سائدة وجامدة يفعلونها لأنها "دين آبائهم".. وكل رسول اعتزل قومه وابتعد عن الحياة المادية إلى حين حتى يتيح لنفسه التواصل مع داخله .. مع فطرته .. مع قلبه الذي يعرف الحقيقة .. وكل رسول أو نبي نادى بالأمانة في العمل وإتقانه وخدمة الآخرين من خلاله .. لماذا إذن لم يستفد الإنسان من هذا المنهج؟
لأنه حوّل الدين إلى مفاهيم جامدة وإلى صور وأشكال خالية من الروح وإلى عادات وتقاليد اجتماعية .. باسم الدين يُسلب الإنسان قدرته على إعمال عقله .. ويقع فريسة لطبقات من المفاهيم البالية تحرمه التواصل مع قلبه .. مع فطرته .. مع صوته الداخلي الذي يعرف كل الحقيقة إذا ما "ذكر وتذكّر".. وباسم الدين أيضا يتكاسل الإنسان ويقصر في استعمال قدرات وجوده المادي الهائلة والمتنوعة ..الحقيقة أن الدين ليس شيئا بعيدا عن الإنسان، الآية الكريمة تقول {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} الذاريات(51): 21 والحديث الشريف يقول ."استفت قلبك وإن أفتوك وإن أفتوك وإن أفتوك"
الرؤية التي نقدمها تقول بأن الإنسان لا يستطيع أن يستمد من أي مصدر للمعرفة .. ولا من أي كتاب مقدس .. أو تعاليم دينية شيئا نافعا قبل إعداده هو لنفسه وتنمية كل ملكاته. من أساسيات الدين أن يتدرب الإنسان على استفتاء قلبه، يتعلم كيف يتجرد من الهوى، هذا تدريب على إحياء القلب والتواصل معه ليجيب الإنسان في أمر ما. ومن أساسيات الدين أن يستعمل الإنسان عقله في النظر بعمق لكل ما حوله، أي استيعاب جميع العلوم وتطويرها واكتشاف أسرار الكون بأدواته، ومن أساسيات الدين العمل ثم العمل في كل مجال وبلا تكاسل.
أساس قراءتنا هو أن البدء في الفهم والرقي والتغيير إلى الأفضل يأتي من الإنسان نفسه، وأن الإنسان حين يقوم بأي منسك في الدين أو يلتزم ظاهريا بتعاليمه دون أن يكون عنده مفهوم فيما يفعل وإحساس بما يفعل فإن الأمر كله يصبح مجرد عادة .. أو تقليد .. أو ترديد لكلمات لا أثر لها ولا تأثير حقيقي على وجوده، الأحاديث النبوية توضح أن الإنسان في أي مرحلة إذا قام بأي من التعاليم دون وجود الفهم الصحيح القائم على احترام العقل وصفاء القلب و القيام بالعمل معبرا عن ذلك، تصبح أشياء لا قيمة لها بل هي رياء مرفوض "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدا" و"رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش" و "اقرأ القرآن ما نهاك، فإن لم ينهك فلست تقرأه" ويحدثنا عن زمن لا يوجد فيه من الدين إلا شكله ولا من القرآن إلا رسمه.
ويعيش الإنسان الظن بأنه في إيمان في حين أنه لم يراع أساسيات الدين. فالدين يدعو الإنسان لأن يعمل ما أعطاه الله من نعم، فالآية الكريمة تقول {إن شر الدواب الصم البكم الذين لا يعقلون} الأنفال (8) : 22 ومن يقوم بأي شئ دون أن يفهمه فهو {كمثل الحمار يحمل أسفارا} الجمعة (62) : 5 . فالدين الإسلامي يأمر الإنسان بالتفكر ويضرب أمثلة على ذلك في عشرات وعشرات الآيات{قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق} العنكبوت (29) : 20 {فلينظر الإنسان مما خلق. خلق من ماء دافق} الطارق (86) : 5، 6 {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت} الغاشية(88) : 17{ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور} الملك (67) : 3 ومع استعمال العقل استعمال كافة الحواس من السمع والبصر لأنها نافذة العقل إلى العالم الخارجي. فهذا أساس من أسس الدين. الأساس الثاني والذي يكمل ولا يعارض الأساس الأول هو استعمال القلب والإحساس والضمير وهو "الذكر" : {الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم} هم أيضا {ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا} آل عمران (3): 191 وهناك {الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه"} الكهف (18) : 28. وهناك العمل بالجوارح {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون } التوبة(9): 105. {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا}الإسراء(17): 36
هذه البداية ـإعمال العقل والقلب واستقامة الجوارح ـ هي المنهج الذي اتبعه جميع الرسل والأنبياء بلا استثناء .. فكل رسول رفض مالم يقبله عقله من سلوك قومه ومن أفكار سائدة وجامدة يفعلونها لأنها "دين آبائهم".. وكل رسول اعتزل قومه وابتعد عن الحياة المادية إلى حين حتى يتيح لنفسه التواصل مع داخله .. مع فطرته .. مع قلبه الذي يعرف الحقيقة .. وكل رسول أو نبي نادى بالأمانة في العمل وإتقانه وخدمة الآخرين من خلاله .. لماذا إذن لم يستفد الإنسان من هذا المنهج؟
لأنه حوّل الدين إلى مفاهيم جامدة وإلى صور وأشكال خالية من الروح وإلى عادات وتقاليد اجتماعية .. باسم الدين يُسلب الإنسان قدرته على إعمال عقله .. ويقع فريسة لطبقات من المفاهيم البالية تحرمه التواصل مع قلبه .. مع فطرته .. مع صوته الداخلي الذي يعرف كل الحقيقة إذا ما "ذكر وتذكّر".. وباسم الدين أيضا يتكاسل الإنسان ويقصر في استعمال قدرات وجوده المادي الهائلة والمتنوعة ..الحقيقة أن الدين ليس شيئا بعيدا عن الإنسان، الآية الكريمة تقول {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} الذاريات(51): 21 والحديث الشريف يقول ."استفت قلبك وإن أفتوك وإن أفتوك وإن أفتوك"
الرؤية التي نقدمها تقول بأن الإنسان لا يستطيع أن يستمد من أي مصدر للمعرفة .. ولا من أي كتاب مقدس .. أو تعاليم دينية شيئا نافعا قبل إعداده هو لنفسه وتنمية كل ملكاته. من أساسيات الدين أن يتدرب الإنسان على استفتاء قلبه، يتعلم كيف يتجرد من الهوى، هذا تدريب على إحياء القلب والتواصل معه ليجيب الإنسان في أمر ما. ومن أساسيات الدين أن يستعمل الإنسان عقله في النظر بعمق لكل ما حوله، أي استيعاب جميع العلوم وتطويرها واكتشاف أسرار الكون بأدواته، ومن أساسيات الدين العمل ثم العمل في كل مجال وبلا تكاسل.