أيها الشباب رفقاً بقلوبكم !!!
القلب آية من آيات الله الكبرى التي و هبها للإنسان
و هو مخلوق لغاية عظيمة هي محبة الله سبحانه
و هناك القلب الحسي المعروف وغير الحسي و يدعى الفؤاد.
و هذا الفؤاد به تسكن محبة الله سبحانه و تدرك عظمته و صفاته و هو كالمرآة .
و المحسوسات التي تدل على عظمة الله و صفاته تنفذ إلى العقل عن طريق الحواس و من ثم تنعكس على مرآة القلب .
فإذا كانت هذه المرآة صافية و موجهة بالاتجاه الصحيح يستشعر الإنسان عظمة الله و صفاته .
و هذه المرآة يعكر صفوها أي أمر يخالف فطرة الإنسان ذو الطباع السليمة أي كل ما حرمه الله
فعندما يرتكب شخص مخالفة شرعية و لا يتوب منها يتعكر صفو هذه المرآة و يخف شعوره بعظمة الله و مراقبته له .
و هذه النكتة السوداء في القلب تسبب اضطراباً في النفس فيشعر بالقلق و الزهقان و التشتت لأنه حدث خلل في هذه المنظومة العالية الدقة .
و إصلاح هذا الخلل يتمثل في التوبة الصادقة و إعادة توجيه هذه المرآة المنحرفة بالانكسار لله سبحانه و تعالى و بذلك يشرق القلب بالأنوار الإلهية فيبتهج الجسد بأكمله بذلك فترى نضرة النعيم في الوجه و رجاحة العقل و بعد النظر في التصرف و السكينة و الهدوء في الأعضاء .
و هنا أريد أن أركز على أمر يقع فيه كثير من الشباب و هو النظر المحرم و متابعة النساء في الأسواق و الأماكن العامة و على الشبكة العنكبوتية و على الفضائيات .
فأقول أيها الشباب إن هذا يسبب أضرار لكم و لغيركم في الدنيا و الآخرة و من هذه الأضرار :
- تعكر صفو مرآة قلوبكم فلا تعودوا تستشعروا عظمة الله و مراقبته ومحبته و مع الإكثار من ذلك تصبحون تكرهون الدين و المتدينين و هذا الأمر غاية في الخطورة فتخسروا بذلك دنياكم و آخرتكم .
- انشغال فكركم بتلك الفتيات , و هذا ينعكس سلباً على دراستكم إن كنتم طلاب , و على عطائكم في العمل إن كنتم موظفين .
- التعلق لدرجة كبيرة بفتاة لا تتوفر ظروف الزواج الشرعي بها قد يؤدي إلى تدمير حياتك و حياتها معاً.
- ضرر كبير لتلك الفتاة و أهلها فالعرض مثل الزجاج لا ينجبر فهل ترضى بهذا لأختك .
- ضرر كبير للمجتمع و هدر طاقاته و خاصة هؤلاء الأطفال غير الشرعيين فالعلاقة غير الشرعية سوف يكون نتيجتها أطفال غير شرعيين و هؤلاء سوف يكونوا عالة على المجتمع و قد يخرج من هؤلاء مجرمين محترفين خطرين و هذا ما يعاني منه الغرب كثيراً
- إنزال مكانتكم و احترامكم في مجتمعكم .
فهل عاقل يرضى بهذه الأضرار مقابل لذة عابرة
و الحل :
إن الله لم يحرم شيء إلا لضرره بنا و أحل أشياء مقابله فالعلاقة الشرعية هي الحل و هذه العلاقة تزيد في صفاء مرآتك
و إذا لم تتوفر الظروف المناسبة لها فصوم البصر عن النظر المحرم هو الحل الأمثل .
و الضعف أمام الشهوة و إطلاق العنان للنظر سوف يأجج الشهوة و يزيد المشكلة تعقيداً
و من امتلك الإرادة و العزيمة على ضبط النظر سوف يبدله الله حلاوة في قلبه أكبر من تلك اللذة المؤقتة التي يجدها بالنظر المحرم و التي سوف تنقلب ألم بعد ذلك و في الآخرة إن شاء الله حور عين لو أطلت الواحدة منها على الدنيا لحجبت نور الشمس .
مع خالص تحياتى وحبى وجل تقديرى