مسلسلات تركية تقدم كوجبة سياحية وتوجه بوصلة السعوديين الصيفية للسفر إلى تركيا
«غزو» درامي حديث.. يجذب المشاهدين نحو الأسواق الشعبية والطبيعة الخلابة
|
جددت أعمال الدراما التركية التي غزت الفضائيات العربية مؤخراً علاقة الود التي
كانت تجمع بين السعوديين والسياحة التركية في فترة التسعينيات، حيث عكستالمسلسلات التركية الحديثة واقعاً مختلفاً وجذاباً للحياة في تركيا، مما
جعل الكثير من السعوديين يفكرون بجدية في اختيار تركيا كوجهة سياحية للصيف
المقبل.وفي حين استرجع بعض المشاهدين ذكريات المواقع التركية عبر اللقطات التي
نقلتها المشاهد المصورة ما بين الثلوج والغابات والأسواق الشعبية وموائد
الأطعمة العامرة، ووصف البعض الآخر ما رآه بـ«المفاجأة»، متعجبين من
التقارب الكبير بين عادات وتقاليد الشعب التركي والمجتمعات العربية. وتقول
دانة الراجح، موظفة في شركة أرامكو السعودية، انها وجدت المسلسلات التركية
مختلفة ومشوقة، مما جعلها تكوِّن صورة مبدئية عن الأتراك بأنهم «شعب طيب
يعيش على بلاد خضراء جميلة»، وهو ما دفعها للتفكير بالسفر إلى تركيا مع
زوجها أثناء الإجازة الصيفية.بينما يقول جمال الأنصاري، موظف مصرفي، إن ما يشاهده ويسمعه عن الوضع
السياسي المرتبك في تركيا لا ينسجم أبداً مع الواقع الدرامي الذي وجده
مغرياً لإعادة اكتشافها سياحياً، مشيراً إلى الانسجام الواضح بين الأتراك
وإيمانهم بمبدأ احترام الكبير وقدسية العلاقة الزوجية وغيرها من العادات
التي عكستها الدراما. ويعتقد الأنصاري بتقاطعها مع عادات مجتمعه المحافظ،
فيما أوضح أنه يفكر باصطحاب عائلته إلى تركيا في الإجازة القادمة، خاصة
وأنها منخفضة التكلفة مقارنة بالعديد من الدول الأوروبية. مردفا أنه
«سيصيد عصفورين بحجر، ما بين جمال الطبيعة واقتصاد الميزانية».وحول مبررات انجذاب المشاهد السعودي للمسلسلات التركية، يعتقد عبد العزيز
السماعيل، الكاتب التلفزيوني ومدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، أن
ذلك عائد لكون الدراما التركية تقترب كثيراً من الدراما العربية. واضاف
قائلا لـ«الشرق الأوسط»، إن المشاهد السعودي وجد الكثير من العوامل
المشتركة بينه وبين المجتمع التركي، تشمل كلا من البيئة والظرف الاجتماعي
والعادات والتقاليد والدين الاسلامي، إلى جانب العلاقة التاريخية القديمة
بين العرب والأتراك. فيما يرى السماعيل أن الدراما التركية قريبة إلى
الوجدان، وتقدم أعمالا جيدة بقدرة وامكانات فنية عالية.وعند سؤاله عن انعكاسات الدراما التركية على السعوديين ومدى تأثرهم بثقافة
وأسلوب حياة الأتراك، قال إن المشاهد بشكل عام أصبح لديه مرونة على تقبل
الدراما الجديدة، مفيداً بأن الثقافة التلفزيونية أصبحت شبه مسيطرة على
المجتمع الخليجي مما جعله يتعود على الانفتاح على الآخر، فيما يرى
السماعيل أن مثل هذه الأعمال تغري المشاهد باكتشاف حيوات أكثر من اكتشاف
شعوب، بالذات الدراما التركية ودراما اميركا اللاتينية التي يرى أنها
غالبا ما تعبر عن فئة اجتماعية معينة،.من جانبه، قال فهد السلامة، أن انجذاب السعوديين إلى تركيا ليس وليد
اللحظة بل هو منذ زمن بعيد لما تتميز به من طبيعة خلابة وجو معتدل صيفاً،
خاصة بالنسبة للعوائل المحافظة، حيث أوضح أن الكثير ممن يقصدون تركيا
يفضلون التوجه نحو الشمال أو ما يعرف بمنطقة الأرياف، لأسعارها المعقولة.وحول توقعاته لمستوى إقبال السعوديين هذا العام على السفر إلى تركيا، قال
السلامة في العام الماضي شهدت تركيا إقبالا ضعيفا من السعوديين بسبب
القلاقل السياسية التي حدثت، في حين يعتقد أن هذا العام سيكون الوضع
مختلفاً، متوقعاً أن تكون تركيا مقصد الكثير عوضا عن المدن الأوروبية
كباريس ولندن، نظراً للارتفاع الكبير في الأسعار الذي شهدته هذه المدن
خلال هذا العام، إلا أنه أفاد بأن الوقت لا زال مبكراً للتكهن بالوجهات
التي سيفضلها السعوديون.ومن الطريف أن المشاهد التلفزيوني لا يحتاج للكثير من الوقت كي يكتشف أهم
المعالم التركية، حيث تركز اللقطات المصورة لهذه المسلسلات على عرض كافة
جوانب الطبيعة الخلابة التي تنعم بها تركيا، من الأرياف والمزارع والثلوج،
إلى جانب المواقع التاريخية القديمة والمباني الأثرية والقصور، في حين
يبدو المظهر الأنيق الذي تظهر به الممثلات التركيات مغرياً للسيدات على
الوثوق بمستوى الأسواق التركية وجودة السلع المقدمة فيها، بالإضافة إلى
الأصناف المنوعة من المشويات والأكلات المقدمة بشكل جذاب عبر موائد
الأطعمة في غالبية مشاهد المسلسلات التركية.