سوف أقدم لكم موضوعات حصرية عن
لاعبين مسلمين غير معروفين في أوروبـاسنفعل ذلك في الحلقات
القادمة، ولكن هذه الحلقة ستكون استثناء ، فقد وردتنا
رسالة على البريد الخاص والله لو قلت لكم ما فيها لاقشعرت اجسادكم،
الرسالة تطلب منا الحديث عن اللاعب الدولي الهولندي "روبين فان بيرسي"،
وما شجعنا أكثر عن الكتابة عنه اليوم تعدد الرسائل التي طالبت بأهمية كشف
اسرار إسلام هذا النجم الهولندي.
هو لاعب خلوق، قلما ما نجده عصبياً، لم
تصدر منه أفعال غير رياضية إلا ما ندر، لديه إمكانيات كروية عالية جداً،
يمكنه المراوغة من الوضع راكضاً وواقفاً، في موقف الواحد ضد واحد تضع يدك
على قلبك إذا كنت مشجعاً للفريق المنافس له، يمكنه تمزيق الشباك بيساره
التي لا ترحم، رأسياته دائماً متقنة مثل تسديداته اليسارية، تمريراته
الأرضية والعرضية لا يختلف على دقتها أثنين.
الدولي الهولندي لاعب فينورد روتردام
الأسبق والآرسنال الحالي "روبين فان بيرسي" قال عندما اعتنق
الإسلام: "وجدت الإسلام طريقاً جديداً يؤمن حياتي ويبعد عني الماضي
الأليـم"!!.
(روبين فان بـيرسي- دينيس بيركامـب الجديد-)
أطلق عليه الكثيرون لقب خليفة نجم
الكرة الهولندية (الخلوق) دينيس بيركامب ليس لأنه خلوقاً مثله بل لأنه
يشبهه في الكثير من الخصل، تسديد، تمرير، حنكة في الأداء، القدرة على
القيادة.، وبصراحة أكثر شيء يذكر الجماهير ببيركامب هو تسديدة فان بيرسي،
بلغة الكرة تسديدته "سم"!!.
فان بيرسي جدد عقده مع الآرسنال مؤخراً
لمدة 5 سنوات لأنهم على يقين بأنه قادر على قيادة الفريق للبطولات الغائبة
عن خزائن النادي الجديدة الموجودة في ستاد الإمارات والتي لا تزال خاوية
خالية من أية بطولات.
ولد روبين في السادس من أغسطس من عام
1983، نشأ وترعرع في أحد أحياء مدينة "روتردام الهولندية" التي يقطنها عدد
كبير من الجالية المغربية (المسلمة)، ومنذ الصغر ارتبط فكرياً بالشباب
المغربي المسلم وكانت له علاقات وطيدة بمعظمهم في الحي والمدرسة.
ولأن نجم حلقتنا اليوم أحد أشهر نجوم
اللعبة الشعبية الأولى في العالم، وأحد أهم نجوم المنتخب الهولندي الأول،
كان ماضيه الأسري غير مثالياً خاوياً من الإستقرار عكس حياته الآن، فقد
عانى "بيرسي" الأمرين وهو طفل صغير، تربى في أكثر من منزل بسبب طلاق
والدته من والده، فأهتزت شخصيته وأنعدم إستقراره النفسي.
فأثر عليه بعد دخوله للمدرسة ليصبح
ولداً غير مُهذباً، فكان كثير المشاحنات مع زملائه فظ مع مدرسيه بدرجة لا
يمكنه تصورها، بالتالي كان يُطرد كثيراً من فصله بسبب سلوكه.
ومن هنا تحولت حياته وتغيرت، فكان يذهب
للجلوس في فناء المدرسة مع أحد عمال النظافة ويدعى "سيدي ماوش" /40 عاماً
آنذاك/ -مغربي الجنسية-، وأثر هذا الرجل بالإيجاب على شخصية روبين، ليكون
له دور بارز في إعتناقه الإسلام فيما بعد، وسنعرض القصة كاملة أثناء
الحلقة بالتسلسل مع الأحداث.
"بيرسي يُفضل الكرة على الفن"!!
عاش فان بيرسي حياته الأولى مع والديه
اللذان كانا يعملان في أعمال الفن "الرسم والنحت"، وبدلاً من ان يسير على
خطاهما اتجه إلى ممارسة كرة القدم مع فريق شباب نادي "إس بي في أكسلسيور"
عام 1998، وظل مع هذا النادي الذي أهله للعب في منتخب شباب هولندا، ليلفت
نظر مسئولي نادي فينورد روتردام الذي اعرب عن رغبته في التعاقد معه.
وبالفعل إنضم لفينورد صيف 2001 واستطاع
تكوين ثنائياً ذهبياً مع نجم ليفربول الحالي "ديريك كاوت" في ملعب "الدي
كوب"، وبمرور الأيام وبعد قيادته الفريق للتويج بلقب كأس الاتحاد الأوروبي
عام 2002 بات فان بيرسي أحد أشهر نجوم الفريق ليس في منطقة "فان
زاندفليستلين" بل في هولندا ككل مثله مثل فان هويدونك إختصاصي الركلات
الحرة المباشرة، لدرجة دفعت الاتحاد الهولندي لكرة القدم بأن يهديه لقب
"أفضل موهبة شابة" موسم 2001/2002 (أول مواسمه مع فينورد)، لتبدأ الأندية
الأوروبية الكبرى الإلتفات له مثلما حدث مع أغلب نجوم الدوري الهولندي
بداية الألفية، كإبراهيموفيتش وميدو وآرين روبين ومن قبلهم الهداف
الأسطوري "رود فان نستلروي".
في الموسم التالي 2002/2003 شارك فان
بيرسي بصفة أساسية حتى جاءت بداية عام 2003 لتشهد تراجعاً في علاقتــه مع
المدير الفني للفريق "بيرت فان مارفيك" بنشوب مشادة كلامية بينهما بعد
مباراة كأس السوبر الأوروبية أمام ريال مدريد والتي خسرها الفريق 3/1،
وقال مارفيك للصحفيين آنذاك ان فان بيرسي مستحيل ان يلعب مرة أخرى
كأساسياً بسبب سوء سلوكـه المُشين والمثير للجدل.
ومع اقتراب انتهاء عقده مع
فينورد يناير 2004، حاولت الإدارة تلطيف الأجواء بينه وبين مارفيك، ولكنه
قرر الإكتفاء بما قدمه مع الفريق في 61 مباراة بإحرازه 18 هدف وبطولة كأس
الاتحاد الأوروبي ولقب وصيف بطل الدوري الهولندي 2003/2004.
فيربيك يُنهي مسيرته الهولندية والمغربي "ماوش" ينصحه بالآرسنال
تدخل في هذا المفترق الهام من حياة فان
بيرسي الرجل الذي سنحكي قصته بالتفصيل فيما بعد معه، المغربي سيدي ماوش،
الذي نصحه بأهمية الإنضمام إلى الآرسنال أكثر الأندية رغبة في التعاقد معه
في يناير 2004 لرغبتهم في إستبداله بالعجوز "بيركامب"، وبعد خمسة أشهر من
المفاوضات مع الآرسنال قرر بيرسي الإنضمام للفريق اللندني في شهر
مايو 2004 بمبلغ 2،75 مليون دولار بعقد مدته أربعة أعوام.
لعب فان بيرسي في البداية كجناح أيسر بدلاً من تيري هنري الذي انتقل إلى الهجوم ونجحت الخطة واحتل الفريق المركز الثالث.
وأحرز أول هدف له مع المدفعجية في مرمى
مانشستر سيتي ببطولة كأس الأندية الإنجليزية المحترفة، وانتهت المباراة
بفوز الآرسنال 2/1، وتعرض بعدها للطرد في مباراة ساوثهامبتون بالدوري
عندما تدخل بقوة على الظهير الأيسر "جريام لوسو"، ورغم
انه جلس كثيراً على دكة بدلاء الآرسنال في أول مواسمه إلا انه انهى الموسم
مشاركاً في 41 مباراة ومُحرزاً لـ10 أهداف (في كل البطولات) ليقوم مدرب
المنتخب الهولندي "فان باستن" بإستدعائه عام 2005 لأول مرة للمنتخب
الهولندي الأول.
في الموسم التالي 2005/2006 تعرض نجم الآرسنال "هنري" لإصابة في ربلة الساق أو "عرق النسا" ما
ساعد فان بيرسي على المشاركة أساسياً ويتيح له فرصة الظهور أكثر فأكثر
ليتوج بلقب أفضل لاعب في شهر نوفمبر 2005 بفضل إحرازه 8 أهداف في 8
مباريات آنذاك.
ويشارك في تأهيل الآرسنال
لنهائي دوري أبطال أمام برشلونة قبل ان يضمن لهولندا المشاركة في نهائيات
كأس العالم 2006 بأهدافه المؤثرة التي أعادت الهيبة للطواحين البرتقالية
بعد غياب مُحبط عن نهائيات 2002 بكوريا واليابان.
وخسر بيرسي دوري أبطال أوروبا أمام
الآرسنال ولم يُشارك بصفة أساسية بسبب الظروف غير المتوقعة أثناء المباراة
بطرد الحارس ليمان، والهدف القاتل لجوليان بيليتي في الدقائق الأخيرة !!
"هدف العمر" و "أفضل رياضي"...
وفي رحلة التعويض، بدأ موسم 2006/2007
بقنبلة فان بيرسية في مرمى تشارلتون أتلتيك في الدوري الإنجليزي، كرة
عرضية استقبلها بيرسي بيساره مباشرةً من الوضع طائراً، لتذهب في الشباك
بسرعة قياسية تتجاوز الـ120 كيلو متر في الساعة، واطلق المدير الفني
للآرسنال "فينجر" على هذا الهدف لقب "هدف العمر".
أصداء هذا الهدف الذي رج الأوساط الكروية في أوروبا والعالم دفع شبكة "البي بي سي" لإختياره أفضل هدف في شهر سبتمبر حول العالم، وبعدها بأيام حصل "فان بيرسي" على لقب أفضل رياضي لعام 2006 في هولندا.
لكن "الحلو ما يكملش" بإنتهاء موسم
بيرسي مُصاباً بكسر في مشط قدمه الأيمن في يناير 2007، وقبل نهاية الموسم
استعاد عافيته وعاد ليُشارك مع الفريق أمام مانشستر يونايتد ويُحرز هدف
التعادل في الدقيقة الأخيرة من المباراة لينهي هذا الموسم الكئيب بـ22
مباراة و11 هدفاً فقط في الدوري، وهدفان في البطولات الأخرى.
رحيل هنري للبرسا،، وإصابة قاسية لبيرسي!!
إنضم النجم الفرنسي "تيري هنري" لصفوف
برشلونة الإسباني موسم 2007/2008 فأعتقد البعض ان هذه هي فرصة بيرسي
الحقيقية ليصبح النجم الأول للآرسنال، لكن هذا الموسم كان الأسوأ له إذ
تعرض لإصابة قاسية في الركبة ابعدته عن أغلب مباريات الفريق، حيث غاب
شهرين ثم عاد ليشارك في إنتصارين هامين أمام ستيوا بوخارست بدوري أبطال
أوروبا ثم أمام تشليسي في الدوري، لكنه تعرض مرة أخرى للإصابة أمام
توتنهام هوتسبير ضمن بطولة كأس الأندية الإنجليزية المحترفة.
انتهى هذا الموسم غير السعيد بـ15 مباراة و7 أهداف فقط، وبالطبع تأثر الآرسنال بكل هذه الظروف القاسية حيث تراجع للمركز الرابع بل كاد يخسره أمام التألق اللافت لتوتنهام هوتسبير.
إصابة سيسك ومانويل تهديه شارة القيادة لأول مرة !!
شهـد الموسم التالي 2008/2009 إحراز
بيرسي للهدف الـ50 له في حياته المهنية مع الأندية، فقد سبق له إحراز 15
هدفاً مع فينورد و34 هدفاً مع الآرسنال، ليأتي يوم 29/ أكتوبر/ 2008 ليُحرز فيه بيرسي هدفه الـ50 في تاريخه أمام توتنهام، وهدف التقدم للآرسنال (4/2) في الدقيقة 68 لكن رفاق روبي كين عدلوا النتيجة لتنتهي أحد أمتع مباريات الديربي بالتعادل 4/4.
من جديد الحلو ما يكملش،
تعرض فان بيرسي للطرد أمام ستوك سيتي عندما تدخل بعنف مع الحارس
(الدنماركي) توماس سورنسن، لكنه عاد بقوة بإحرازه هدفين في مرمى تشيلسي،
وأيام عيد الميلاد يوم 21/12/2008 أحرز بيرسي أجمل هدف في شهر ديسمبر من
هذا العام في مرمى ليفربول في المباراة التي انتهت بالتعادل 1/1.
في هذه الأثناء تعرض الثنائي "ألمونيا وفابريجاس" للإصابة فحان الوقت لأن يحمل بيرسي شارة قيادة الفريق لأول مرة في تاريخه في ثالث أيام العام الحالي (3 كانون الثاني/ يناير 2009) أمام نادي "بليموث" ضمن مباريات الجولة الثالثة من بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي، وأحرز بيرسي هدفين من ثلاثية الآرسنال في هذا الفريق المغمور.
عام 2009 منذ بداية أوحى لفان بيرسي انه سيكون عام تألقه وتعملقه في سماء الآرسنال وتصفيات كأس العالم 2010،
فنال أكثر من مرة لقب رجل المباراة، وتأهل مع الفريق لقبل نهائي دوري
أبطال أوروبا وظهر بمستوى راقي جداً أمام روما ثم فياريال، وأيضاً تألق
أمام مانشستر يونايتد وأحرز هدف فريقه الوحيد في الإياب عندما خسر
المدفعجية 1/3 وقبل نهاية الدوري الإنجليزي ضمن لفريقه التواجد للمرة
الرابعة على التوالي في دوري أبطال أوروبا من خلال إحتلاله للمركز الرابع
بإحرازه هدف في مرمى ستوك سيتي.
هذا الموسم كان جيداً لبيرسي فقد انهاه مُحرزاً 14 هدفاً على كافة الأصعدة (الآرسنال وهولندا)،
واستطاع صناعة 18 هدفاً، لتدخل عدة أندية أمثال "إنتر ميلان، مانشستر
يونايتد، اليوفنتوس وتشيلسي" بطلب التعاقد معه لكنه قرر المواصلة مع
الآرسنال لمدة خمسة أعوام مقبلة.
وصرح بعد توقيعه على هذا العقد طويل الأمد قائلاً: "قلبي مع الآرسنال، ولا يمكنني ان أتصور نفسي أرتدي قميص غير قميص المدفعجية".
عباراة توضح مدى وفاء هذا اللاعب الخلوق الذي أعلن وأوضح لكل العالم مدى تعلقه وحبه ووفاءه للدين الإســـلامي في إبريل 2005 !!
بيرسي أحد أعمدة الطواحين البرتقالية
ظهر فان بيرسي لأول مرة مع منتخب
هولندا الأول في الرابع من حزيران/ يونيه 2005 أمام المنتخب الروماني
وانتهت المباراة بفوز هولندا بهدفين نظيفين،، وفي مباراته الدولية الثانية
أمام فنلندا بعد المباراة الأولى بأربعة أيام فقط أحرز أول هدف دولي
له وانتهت المباراة بفوز الطواحين 4/صفر. وتأهل إلى نهائيات كأس العالم
2006 وأستطاع تسجيل أول هدف له في تاريخه مع الفريق في مرمى المنتخب
الأفريقي الجديد على البطولة "كوت دي فوار" عن طريق ركلة حرة مباشرة.
استمر فان بيرسي مع المنتخب الأول ولعب دور بارز في تأهل هولندا إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2008 في النمسا وسويسرا.
وتأهلت هولندا إلى نهائيات البطولة
وأحرز فان بيرسي هدفاً في مرمى فرنسا ثم رومانيا في دوري مجموعات البطولة
ولكن روسيا حطمت طموحات الطواحين في دور الثمانية.
قصته مع الإسلام ..
قصص كثيرة تداولها الإعلام الغربي عن
إسلام فان بيرسي من عدمه، بعض الصحف ومنها الديلي ميل أكدت انه لم يسلم
وما يُقال مُجرد شائعات، وبعض الصحف الأخرى قالت ان فان بيرسي نفى
إسلامه.!!
وقالت صحيفة الديلي ميل ذلك قبل شهور
قليلة لكن القصة الحقيقية لإسلام فان بيرسي تعود لإبريـل من عام 2005
عندما أعلن بنفسه عن ديانته لصحيفة هولنديـة ولمراسل احد المجلات العربية -سوبر- في لندن -خلدون الشيخ-.
ويقول فان بيرسي ان سبب اعتناقه الدين الإسلامي هو معلمه الأول الذي كان يعمل "عامل نظافة" في مدرسة هولندية، وهو مغربي الجنسية ويدعى "سيدي ماوش"، هذا الرجل كان يهديء من روع بيرسي عند طرده -كما أسلفنا في بداية الحلقة- من فصله بسبب شغبه وشخصيته المتوترة المُتأثرة بإنفصال أو طلاق والديـه وهو في سن الخامسـة!
وتحدث فان بيرسي مع هذا الرجل في أمور حياتيه ودينية لتصل الثقة بينهما إلى أعلى درجاتها ما جعله يقول: "ماوش
هو الوحيد في هذا العالم الذي أثق فيه ثقة عمياء، ونحن قريبان جداً من
بعضنا البعض، نتحدث في كل شيء، كرة القدم والحياة وكل ما يدور فيها، وأي
ورطة اقع فيها أو تستعصي عليّ مشكلة ما يكون دائماً ماوش سندي".
ويضيف: "كنت مُشاغباً في
مدرستي، وأتعرض للطرد كل يوم من فصلي، ومن هنا تعرفت على ماوش في فناء
المدرسة، رغم انه كبير في السن حيث كان في الأربعين لكنني اعتبره أفضل
صديق تعرفت عليه في حياتي، هو رجل لطيف وبمثابة والدي، لقد علمني أشياء
كثيرة في الحياة وعلى يديه (تعرفت على الدين الإسلامي واعتنقته) وهو من
نصحني بالإنضمام للآرسنال، وحالياً هو وكيل أعمال غير رسمي لي، ووجوده مهم
للغاية في حياتي فإذا غاب عن الحضور في أي مباراة ألعبها اشعر بالوحدة ولا
أقدم أفضل ما لديّ، ووقت حضوره أفعل كل شيء في كرة القدم".
وأكد فان بيرسي في تصريحاته: "تزوجت
من المغربية بشرى بناءً على نصيحة من ماوش، ومعها بدأت ممارسة التعاليم
الإسلامية، والآن حياتي منتظمة بسبب هذا الدين، فقد كانت حياتي غير
طبيعية، والدي طلق والدتي وأنا صبي صغير، وكنت اكره الحياة، لكنني الآن
أعيش في إستقرار (بعد ان وجدت الإسلام) وهذا الدين هو طريقي الجديد لتأمين حياتي ويبعدني عن الماضي الأليم".
مؤخراً تعرض فان بيرسي للضرب من قبل
اللاعب التوجولي "إيمانويل أديبايور"، في مباراة مانشستر سيتي والآرسنال،
وقام أديبايور بركل وجه فان بيرسي عن تعمد الإيذاء، فلم يرد بيرسي بأي
وسيلة أو طريقة همجية على ما تعرض له، وما يوضح إسلام هذا اللاعب أكثر عدم
فعله أي حركة أو فعلة توضح ديانته في الملاعب، فلم يظهر ميوله الديني في
الملعب، لأن المسلم دائماً أو غالباً ما يعتبر ما بينه وبين الله أهم من ان يظهره على الملأ بصرف النظر عن سجود بعض اللاعبين أمثال أبو تريكة ومونتاري وعمرو زكي،
ولكن فعلاً هناك العديد من المسلمين الذين تطرقنا للحديث عنهم في حلقات
ماضية كالهولندي مصطفى ريجا والبروندي محمد تشيتي والفرنسي بيتر لوكسان لم
يسبق لهم وان سجدوا شكراً لله على هدف ما وهذا لأن قناعتهم تختلف عن قناعة
مونتاري وزكي وتريكة وكانوتيه.، وهذا أمر رئيسي في الدين الإسلامي، في
الذكاة والصلاة الجهر بهما ثوابهما أكثر وأكبر من الإفصاح والكشف عند
أدائهما،، وهناك العديد من المسلمين حول العالم يفضلون عدم الإفصاح عن مدى
علاقتهم بخالقهم ومن المؤكد نجم حلقتنا اليوم من هؤلاء.
نترك لكم التعليق...
لاعبين مسلمين غير معروفين في أوروبـاسنفعل ذلك في الحلقات
القادمة، ولكن هذه الحلقة ستكون استثناء ، فقد وردتنا
رسالة على البريد الخاص والله لو قلت لكم ما فيها لاقشعرت اجسادكم،
الرسالة تطلب منا الحديث عن اللاعب الدولي الهولندي "روبين فان بيرسي"،
وما شجعنا أكثر عن الكتابة عنه اليوم تعدد الرسائل التي طالبت بأهمية كشف
اسرار إسلام هذا النجم الهولندي.
هو لاعب خلوق، قلما ما نجده عصبياً، لم
تصدر منه أفعال غير رياضية إلا ما ندر، لديه إمكانيات كروية عالية جداً،
يمكنه المراوغة من الوضع راكضاً وواقفاً، في موقف الواحد ضد واحد تضع يدك
على قلبك إذا كنت مشجعاً للفريق المنافس له، يمكنه تمزيق الشباك بيساره
التي لا ترحم، رأسياته دائماً متقنة مثل تسديداته اليسارية، تمريراته
الأرضية والعرضية لا يختلف على دقتها أثنين.
الدولي الهولندي لاعب فينورد روتردام
الأسبق والآرسنال الحالي "روبين فان بيرسي" قال عندما اعتنق
الإسلام: "وجدت الإسلام طريقاً جديداً يؤمن حياتي ويبعد عني الماضي
الأليـم"!!.
(روبين فان بـيرسي- دينيس بيركامـب الجديد-)
أطلق عليه الكثيرون لقب خليفة نجم
الكرة الهولندية (الخلوق) دينيس بيركامب ليس لأنه خلوقاً مثله بل لأنه
يشبهه في الكثير من الخصل، تسديد، تمرير، حنكة في الأداء، القدرة على
القيادة.، وبصراحة أكثر شيء يذكر الجماهير ببيركامب هو تسديدة فان بيرسي،
بلغة الكرة تسديدته "سم"!!.
فان بيرسي جدد عقده مع الآرسنال مؤخراً
لمدة 5 سنوات لأنهم على يقين بأنه قادر على قيادة الفريق للبطولات الغائبة
عن خزائن النادي الجديدة الموجودة في ستاد الإمارات والتي لا تزال خاوية
خالية من أية بطولات.
ولد روبين في السادس من أغسطس من عام
1983، نشأ وترعرع في أحد أحياء مدينة "روتردام الهولندية" التي يقطنها عدد
كبير من الجالية المغربية (المسلمة)، ومنذ الصغر ارتبط فكرياً بالشباب
المغربي المسلم وكانت له علاقات وطيدة بمعظمهم في الحي والمدرسة.
ولأن نجم حلقتنا اليوم أحد أشهر نجوم
اللعبة الشعبية الأولى في العالم، وأحد أهم نجوم المنتخب الهولندي الأول،
كان ماضيه الأسري غير مثالياً خاوياً من الإستقرار عكس حياته الآن، فقد
عانى "بيرسي" الأمرين وهو طفل صغير، تربى في أكثر من منزل بسبب طلاق
والدته من والده، فأهتزت شخصيته وأنعدم إستقراره النفسي.
فأثر عليه بعد دخوله للمدرسة ليصبح
ولداً غير مُهذباً، فكان كثير المشاحنات مع زملائه فظ مع مدرسيه بدرجة لا
يمكنه تصورها، بالتالي كان يُطرد كثيراً من فصله بسبب سلوكه.
ومن هنا تحولت حياته وتغيرت، فكان يذهب
للجلوس في فناء المدرسة مع أحد عمال النظافة ويدعى "سيدي ماوش" /40 عاماً
آنذاك/ -مغربي الجنسية-، وأثر هذا الرجل بالإيجاب على شخصية روبين، ليكون
له دور بارز في إعتناقه الإسلام فيما بعد، وسنعرض القصة كاملة أثناء
الحلقة بالتسلسل مع الأحداث.
"بيرسي يُفضل الكرة على الفن"!!
عاش فان بيرسي حياته الأولى مع والديه
اللذان كانا يعملان في أعمال الفن "الرسم والنحت"، وبدلاً من ان يسير على
خطاهما اتجه إلى ممارسة كرة القدم مع فريق شباب نادي "إس بي في أكسلسيور"
عام 1998، وظل مع هذا النادي الذي أهله للعب في منتخب شباب هولندا، ليلفت
نظر مسئولي نادي فينورد روتردام الذي اعرب عن رغبته في التعاقد معه.
وبالفعل إنضم لفينورد صيف 2001 واستطاع
تكوين ثنائياً ذهبياً مع نجم ليفربول الحالي "ديريك كاوت" في ملعب "الدي
كوب"، وبمرور الأيام وبعد قيادته الفريق للتويج بلقب كأس الاتحاد الأوروبي
عام 2002 بات فان بيرسي أحد أشهر نجوم الفريق ليس في منطقة "فان
زاندفليستلين" بل في هولندا ككل مثله مثل فان هويدونك إختصاصي الركلات
الحرة المباشرة، لدرجة دفعت الاتحاد الهولندي لكرة القدم بأن يهديه لقب
"أفضل موهبة شابة" موسم 2001/2002 (أول مواسمه مع فينورد)، لتبدأ الأندية
الأوروبية الكبرى الإلتفات له مثلما حدث مع أغلب نجوم الدوري الهولندي
بداية الألفية، كإبراهيموفيتش وميدو وآرين روبين ومن قبلهم الهداف
الأسطوري "رود فان نستلروي".
في الموسم التالي 2002/2003 شارك فان
بيرسي بصفة أساسية حتى جاءت بداية عام 2003 لتشهد تراجعاً في علاقتــه مع
المدير الفني للفريق "بيرت فان مارفيك" بنشوب مشادة كلامية بينهما بعد
مباراة كأس السوبر الأوروبية أمام ريال مدريد والتي خسرها الفريق 3/1،
وقال مارفيك للصحفيين آنذاك ان فان بيرسي مستحيل ان يلعب مرة أخرى
كأساسياً بسبب سوء سلوكـه المُشين والمثير للجدل.
ومع اقتراب انتهاء عقده مع
فينورد يناير 2004، حاولت الإدارة تلطيف الأجواء بينه وبين مارفيك، ولكنه
قرر الإكتفاء بما قدمه مع الفريق في 61 مباراة بإحرازه 18 هدف وبطولة كأس
الاتحاد الأوروبي ولقب وصيف بطل الدوري الهولندي 2003/2004.
فيربيك يُنهي مسيرته الهولندية والمغربي "ماوش" ينصحه بالآرسنال
تدخل في هذا المفترق الهام من حياة فان
بيرسي الرجل الذي سنحكي قصته بالتفصيل فيما بعد معه، المغربي سيدي ماوش،
الذي نصحه بأهمية الإنضمام إلى الآرسنال أكثر الأندية رغبة في التعاقد معه
في يناير 2004 لرغبتهم في إستبداله بالعجوز "بيركامب"، وبعد خمسة أشهر من
المفاوضات مع الآرسنال قرر بيرسي الإنضمام للفريق اللندني في شهر
مايو 2004 بمبلغ 2،75 مليون دولار بعقد مدته أربعة أعوام.
لعب فان بيرسي في البداية كجناح أيسر بدلاً من تيري هنري الذي انتقل إلى الهجوم ونجحت الخطة واحتل الفريق المركز الثالث.
وأحرز أول هدف له مع المدفعجية في مرمى
مانشستر سيتي ببطولة كأس الأندية الإنجليزية المحترفة، وانتهت المباراة
بفوز الآرسنال 2/1، وتعرض بعدها للطرد في مباراة ساوثهامبتون بالدوري
عندما تدخل بقوة على الظهير الأيسر "جريام لوسو"، ورغم
انه جلس كثيراً على دكة بدلاء الآرسنال في أول مواسمه إلا انه انهى الموسم
مشاركاً في 41 مباراة ومُحرزاً لـ10 أهداف (في كل البطولات) ليقوم مدرب
المنتخب الهولندي "فان باستن" بإستدعائه عام 2005 لأول مرة للمنتخب
الهولندي الأول.
في الموسم التالي 2005/2006 تعرض نجم الآرسنال "هنري" لإصابة في ربلة الساق أو "عرق النسا" ما
ساعد فان بيرسي على المشاركة أساسياً ويتيح له فرصة الظهور أكثر فأكثر
ليتوج بلقب أفضل لاعب في شهر نوفمبر 2005 بفضل إحرازه 8 أهداف في 8
مباريات آنذاك.
ويشارك في تأهيل الآرسنال
لنهائي دوري أبطال أمام برشلونة قبل ان يضمن لهولندا المشاركة في نهائيات
كأس العالم 2006 بأهدافه المؤثرة التي أعادت الهيبة للطواحين البرتقالية
بعد غياب مُحبط عن نهائيات 2002 بكوريا واليابان.
وخسر بيرسي دوري أبطال أوروبا أمام
الآرسنال ولم يُشارك بصفة أساسية بسبب الظروف غير المتوقعة أثناء المباراة
بطرد الحارس ليمان، والهدف القاتل لجوليان بيليتي في الدقائق الأخيرة !!
"هدف العمر" و "أفضل رياضي"...
وفي رحلة التعويض، بدأ موسم 2006/2007
بقنبلة فان بيرسية في مرمى تشارلتون أتلتيك في الدوري الإنجليزي، كرة
عرضية استقبلها بيرسي بيساره مباشرةً من الوضع طائراً، لتذهب في الشباك
بسرعة قياسية تتجاوز الـ120 كيلو متر في الساعة، واطلق المدير الفني
للآرسنال "فينجر" على هذا الهدف لقب "هدف العمر".
أصداء هذا الهدف الذي رج الأوساط الكروية في أوروبا والعالم دفع شبكة "البي بي سي" لإختياره أفضل هدف في شهر سبتمبر حول العالم، وبعدها بأيام حصل "فان بيرسي" على لقب أفضل رياضي لعام 2006 في هولندا.
لكن "الحلو ما يكملش" بإنتهاء موسم
بيرسي مُصاباً بكسر في مشط قدمه الأيمن في يناير 2007، وقبل نهاية الموسم
استعاد عافيته وعاد ليُشارك مع الفريق أمام مانشستر يونايتد ويُحرز هدف
التعادل في الدقيقة الأخيرة من المباراة لينهي هذا الموسم الكئيب بـ22
مباراة و11 هدفاً فقط في الدوري، وهدفان في البطولات الأخرى.
رحيل هنري للبرسا،، وإصابة قاسية لبيرسي!!
إنضم النجم الفرنسي "تيري هنري" لصفوف
برشلونة الإسباني موسم 2007/2008 فأعتقد البعض ان هذه هي فرصة بيرسي
الحقيقية ليصبح النجم الأول للآرسنال، لكن هذا الموسم كان الأسوأ له إذ
تعرض لإصابة قاسية في الركبة ابعدته عن أغلب مباريات الفريق، حيث غاب
شهرين ثم عاد ليشارك في إنتصارين هامين أمام ستيوا بوخارست بدوري أبطال
أوروبا ثم أمام تشليسي في الدوري، لكنه تعرض مرة أخرى للإصابة أمام
توتنهام هوتسبير ضمن بطولة كأس الأندية الإنجليزية المحترفة.
انتهى هذا الموسم غير السعيد بـ15 مباراة و7 أهداف فقط، وبالطبع تأثر الآرسنال بكل هذه الظروف القاسية حيث تراجع للمركز الرابع بل كاد يخسره أمام التألق اللافت لتوتنهام هوتسبير.
إصابة سيسك ومانويل تهديه شارة القيادة لأول مرة !!
شهـد الموسم التالي 2008/2009 إحراز
بيرسي للهدف الـ50 له في حياته المهنية مع الأندية، فقد سبق له إحراز 15
هدفاً مع فينورد و34 هدفاً مع الآرسنال، ليأتي يوم 29/ أكتوبر/ 2008 ليُحرز فيه بيرسي هدفه الـ50 في تاريخه أمام توتنهام، وهدف التقدم للآرسنال (4/2) في الدقيقة 68 لكن رفاق روبي كين عدلوا النتيجة لتنتهي أحد أمتع مباريات الديربي بالتعادل 4/4.
من جديد الحلو ما يكملش،
تعرض فان بيرسي للطرد أمام ستوك سيتي عندما تدخل بعنف مع الحارس
(الدنماركي) توماس سورنسن، لكنه عاد بقوة بإحرازه هدفين في مرمى تشيلسي،
وأيام عيد الميلاد يوم 21/12/2008 أحرز بيرسي أجمل هدف في شهر ديسمبر من
هذا العام في مرمى ليفربول في المباراة التي انتهت بالتعادل 1/1.
في هذه الأثناء تعرض الثنائي "ألمونيا وفابريجاس" للإصابة فحان الوقت لأن يحمل بيرسي شارة قيادة الفريق لأول مرة في تاريخه في ثالث أيام العام الحالي (3 كانون الثاني/ يناير 2009) أمام نادي "بليموث" ضمن مباريات الجولة الثالثة من بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي، وأحرز بيرسي هدفين من ثلاثية الآرسنال في هذا الفريق المغمور.
عام 2009 منذ بداية أوحى لفان بيرسي انه سيكون عام تألقه وتعملقه في سماء الآرسنال وتصفيات كأس العالم 2010،
فنال أكثر من مرة لقب رجل المباراة، وتأهل مع الفريق لقبل نهائي دوري
أبطال أوروبا وظهر بمستوى راقي جداً أمام روما ثم فياريال، وأيضاً تألق
أمام مانشستر يونايتد وأحرز هدف فريقه الوحيد في الإياب عندما خسر
المدفعجية 1/3 وقبل نهاية الدوري الإنجليزي ضمن لفريقه التواجد للمرة
الرابعة على التوالي في دوري أبطال أوروبا من خلال إحتلاله للمركز الرابع
بإحرازه هدف في مرمى ستوك سيتي.
هذا الموسم كان جيداً لبيرسي فقد انهاه مُحرزاً 14 هدفاً على كافة الأصعدة (الآرسنال وهولندا)،
واستطاع صناعة 18 هدفاً، لتدخل عدة أندية أمثال "إنتر ميلان، مانشستر
يونايتد، اليوفنتوس وتشيلسي" بطلب التعاقد معه لكنه قرر المواصلة مع
الآرسنال لمدة خمسة أعوام مقبلة.
وصرح بعد توقيعه على هذا العقد طويل الأمد قائلاً: "قلبي مع الآرسنال، ولا يمكنني ان أتصور نفسي أرتدي قميص غير قميص المدفعجية".
عباراة توضح مدى وفاء هذا اللاعب الخلوق الذي أعلن وأوضح لكل العالم مدى تعلقه وحبه ووفاءه للدين الإســـلامي في إبريل 2005 !!
بيرسي أحد أعمدة الطواحين البرتقالية
ظهر فان بيرسي لأول مرة مع منتخب
هولندا الأول في الرابع من حزيران/ يونيه 2005 أمام المنتخب الروماني
وانتهت المباراة بفوز هولندا بهدفين نظيفين،، وفي مباراته الدولية الثانية
أمام فنلندا بعد المباراة الأولى بأربعة أيام فقط أحرز أول هدف دولي
له وانتهت المباراة بفوز الطواحين 4/صفر. وتأهل إلى نهائيات كأس العالم
2006 وأستطاع تسجيل أول هدف له في تاريخه مع الفريق في مرمى المنتخب
الأفريقي الجديد على البطولة "كوت دي فوار" عن طريق ركلة حرة مباشرة.
استمر فان بيرسي مع المنتخب الأول ولعب دور بارز في تأهل هولندا إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2008 في النمسا وسويسرا.
وتأهلت هولندا إلى نهائيات البطولة
وأحرز فان بيرسي هدفاً في مرمى فرنسا ثم رومانيا في دوري مجموعات البطولة
ولكن روسيا حطمت طموحات الطواحين في دور الثمانية.
قصته مع الإسلام ..
قصص كثيرة تداولها الإعلام الغربي عن
إسلام فان بيرسي من عدمه، بعض الصحف ومنها الديلي ميل أكدت انه لم يسلم
وما يُقال مُجرد شائعات، وبعض الصحف الأخرى قالت ان فان بيرسي نفى
إسلامه.!!
وقالت صحيفة الديلي ميل ذلك قبل شهور
قليلة لكن القصة الحقيقية لإسلام فان بيرسي تعود لإبريـل من عام 2005
عندما أعلن بنفسه عن ديانته لصحيفة هولنديـة ولمراسل احد المجلات العربية -سوبر- في لندن -خلدون الشيخ-.
ويقول فان بيرسي ان سبب اعتناقه الدين الإسلامي هو معلمه الأول الذي كان يعمل "عامل نظافة" في مدرسة هولندية، وهو مغربي الجنسية ويدعى "سيدي ماوش"، هذا الرجل كان يهديء من روع بيرسي عند طرده -كما أسلفنا في بداية الحلقة- من فصله بسبب شغبه وشخصيته المتوترة المُتأثرة بإنفصال أو طلاق والديـه وهو في سن الخامسـة!
وتحدث فان بيرسي مع هذا الرجل في أمور حياتيه ودينية لتصل الثقة بينهما إلى أعلى درجاتها ما جعله يقول: "ماوش
هو الوحيد في هذا العالم الذي أثق فيه ثقة عمياء، ونحن قريبان جداً من
بعضنا البعض، نتحدث في كل شيء، كرة القدم والحياة وكل ما يدور فيها، وأي
ورطة اقع فيها أو تستعصي عليّ مشكلة ما يكون دائماً ماوش سندي".
ويضيف: "كنت مُشاغباً في
مدرستي، وأتعرض للطرد كل يوم من فصلي، ومن هنا تعرفت على ماوش في فناء
المدرسة، رغم انه كبير في السن حيث كان في الأربعين لكنني اعتبره أفضل
صديق تعرفت عليه في حياتي، هو رجل لطيف وبمثابة والدي، لقد علمني أشياء
كثيرة في الحياة وعلى يديه (تعرفت على الدين الإسلامي واعتنقته) وهو من
نصحني بالإنضمام للآرسنال، وحالياً هو وكيل أعمال غير رسمي لي، ووجوده مهم
للغاية في حياتي فإذا غاب عن الحضور في أي مباراة ألعبها اشعر بالوحدة ولا
أقدم أفضل ما لديّ، ووقت حضوره أفعل كل شيء في كرة القدم".
وأكد فان بيرسي في تصريحاته: "تزوجت
من المغربية بشرى بناءً على نصيحة من ماوش، ومعها بدأت ممارسة التعاليم
الإسلامية، والآن حياتي منتظمة بسبب هذا الدين، فقد كانت حياتي غير
طبيعية، والدي طلق والدتي وأنا صبي صغير، وكنت اكره الحياة، لكنني الآن
أعيش في إستقرار (بعد ان وجدت الإسلام) وهذا الدين هو طريقي الجديد لتأمين حياتي ويبعدني عن الماضي الأليم".
مؤخراً تعرض فان بيرسي للضرب من قبل
اللاعب التوجولي "إيمانويل أديبايور"، في مباراة مانشستر سيتي والآرسنال،
وقام أديبايور بركل وجه فان بيرسي عن تعمد الإيذاء، فلم يرد بيرسي بأي
وسيلة أو طريقة همجية على ما تعرض له، وما يوضح إسلام هذا اللاعب أكثر عدم
فعله أي حركة أو فعلة توضح ديانته في الملاعب، فلم يظهر ميوله الديني في
الملعب، لأن المسلم دائماً أو غالباً ما يعتبر ما بينه وبين الله أهم من ان يظهره على الملأ بصرف النظر عن سجود بعض اللاعبين أمثال أبو تريكة ومونتاري وعمرو زكي،
ولكن فعلاً هناك العديد من المسلمين الذين تطرقنا للحديث عنهم في حلقات
ماضية كالهولندي مصطفى ريجا والبروندي محمد تشيتي والفرنسي بيتر لوكسان لم
يسبق لهم وان سجدوا شكراً لله على هدف ما وهذا لأن قناعتهم تختلف عن قناعة
مونتاري وزكي وتريكة وكانوتيه.، وهذا أمر رئيسي في الدين الإسلامي، في
الذكاة والصلاة الجهر بهما ثوابهما أكثر وأكبر من الإفصاح والكشف عند
أدائهما،، وهناك العديد من المسلمين حول العالم يفضلون عدم الإفصاح عن مدى
علاقتهم بخالقهم ومن المؤكد نجم حلقتنا اليوم من هؤلاء.
نترك لكم التعليق...