ما هو سر الصحوة المفاجئة لحزب الوفد؟، وهل من المعقول أن تسمح الحكومة والحزب الوطني
لاي حزب معارض بأن يعيد أمجاده مرة أخرى وينضم اليه صفوة المجتمع من
سياسيين وأعضاء مجلس الشعب ورجال دين ولاعبي كرة؟، بل قال أحد القيادات
الناصرية أن الناصريين ربما ينضموا للوفد وهو الحزب الذي يختلف مع أفكارهم
180 درجة .الحقيقة أن المتابع لشأن الاحزاب المصرية يلحظ أنه منذ نشأة حزب الوفد في عشرينات القرن الماضي وهو يتميز بأنه حزب الوحدة الوطنية.فهو
الحزب الذي جمع بين المصريين في ثورة 1919 الخالدة وهو الحزب الذي كانت
قياداته دائما قيادة وطنية لا تميز بين المصريين بحسب انتمائهم الديني،
وهو الحزب الذي أسس وقاد أجمل فترة ليبرالية في تاريخ مصر في النصف الأول
من القرن الماضي.وفي العشرين سنة الأخيرة تقهقر حزب الوفد وتضاءل
دوره في الحياة السياسية لمصر، حتى مع تولي محمود أباظة رئاسة الحزب ، لم
يحدث اي جديد للحزب ولم يستعيد دوره على الساحة السياسية ، بل ظل مجرد
ديكور شأنه شأن كل الاحزب المصرية التي تضاءل دورها واختفت من الساحة.لكن
حزب الوفد العريق تلقى أكبر صفعة في تاريخه عندما حصل نعمان جمعة رئيسه
الاسبق على المركز الثالث في انتخابات الرئاسة عام 2005 بعد الرئيس مبارك
وايمن نور المنشق أصلا عن الحزب العريق .والسؤال الهام هنا ، هل فوز السيد البدوي برئاسة الحزب هي التي اعادت للحزب بريقه وفتحت شهية الساسة والمشاهير على الانضمام اليه؟الاجابة
في نظر العديد من المراقبين هي لا ، لان الحكومة والحزب الوطني لم يكونا
ليتركا الحزب ينمو ويكبر بهذا الشكل ويهدد الحزب الوطني في انتخابات مجلس الشعب وانتخابات رئاسة الجمهورية.لكن
الانتخابات هي كلمة السر في هذا التحول الحكومي تجاه الوفد ، فالحكومة
تسمح له بالنمو ، والحزب يشجع بعض الرموز السياسية على الانضمام الى
الوفد، كما كشف مصدر داخل حزب الوفد.بل أن السيد البدوي يحتفظ
بعلاقات جيدة للغاية مع صفوت الشريف وقام قبل انتخابه رئيسا للوفد بترقية
أحد المقريبن للغاية من صفوت الشريف ليكون رئيسا لتحرير جميع برامج قناة
الحياة التي يملكها البدوي في خطوة اثارت غضب الكثيرين داخل القناة .الاخوان
والبرادعي هما السبب في تحول موقف الحكومة من الوفد ، فالحكومة اكتشفت
أنها سمحت للاخوان بالنشاط والحركة بعد أن تعمدت على مدى السنوات الماضية
القضاء على حزب الوفد الجماهيري واي نشاط حزبي جاد ، فتركت الاحزاب الساحة
للاخوان الذين حصدوا 88 مقعدا في انتخابات مجلس الشعب جاءت كلها على حساب
مرشحي المعارضة والوطني ، فقررت أن تدعم الوفد سرا وعلنا لحصار الاخوان في
اللجان الانتخابية .ايضا فإن وجود الدكتور محمد البرادعي على
الساحة الآن ومطالبه للتغيير والالتفاف حوله وهو من عائلة وفدية وخطه
السياسي قريب من خط الوفد وهناك أعضاء وكوادر وفدية كانت لديها رغبة بان
يرشحه الحزب للرئاسة ، كل هذا يزيد من قلق الحزب الوطني.لذلك كان السيناريو المفترض انه من الضروري تقوية حزب الوفد في هذا الوقت الحاسم قبل انتخابات مجلس الشعب نهاية هذا العام وانتخابات الرئاسة
العام المقبل وإعادة بعض البريق السياسي له ليسحب البساط من تحت أقدام
الإخوان والبرادعي بان يكون قادرا على تقديم مرشحين للبرلمان ومرشح
للرئاسة وينافس بقوة وبجدية ليشكل مع أحزاب أخرى البديل للإخوان في
البرلمان القادم ويكونوا قوة المعارضة الرئيسية لأنه بات معروفا أن
الإخوان لن يفوزوا بالعدد الحالي لهم في البرلمان الجديد ولا بأقل من ذلك
بل المتوقع ألا يفوزوا بأي مقاعد .من دون ذلك ومع استمرار حالة
الوفد تحت قيادة أباظة فانه لم يكن متوقعا أن يحصد مقاعد أو يقدم مرشحا
مقنعا للرئاسة , فأباظة نفسه لم يكن مقنعا كمرشح رئاسي لكن عندما تنتقل
رئاسة الحزب إلى شخص آخر ليست عليه مآخذ أو ملاحظات أو انتقادات من تلك
التي توجه لأباظة علاوة على انه رجل أعمال ناجح وسياسي هادئ وعقلاني
ومنفتح ويطمئن له النظام في أفكاره وأطروحاته ومصالحه بشكل أو بآخر مرتبطة
بالتفاهم مع النظام والمعارضة غير الجادة.وجربته الحكومة لمدة عامين هي كل عمر قناة الحياة حيث تميزت بالمعارضة الخفيفة التي تنتقد دون هجوم صريح.عندما
يكون هناك هذا الشخص رئيسا للوفد وتتم مساعدته على لملمة الحزب وهو ما
يحدث فعلا الآن فان ذلك قد يعيد للوفد بريقه وألقه في الشارع ويمكن أن
يحقق نتائج جيدة في الانتخابات البرلمانية وكذلك يقدم مرشحا للرئاسة أمام
مرشح الحزب الحاكم سواء كان مبارك الأب أو مبارك الابن ليعطي الانتخابات
أهمية وصورة معقولة ومقبولة وهذا سيهمش البرادعي ويؤثر على زخم صورته
وشعاراته ومطالبه ويغطي على عدم قدرته على الترشح أو يؤثر عليه لو نجح في
الترشح لان الوفد يرفع نفس المطالب والشعارات لكن الفارق انه حزب يعمل في
إطار الوضع السياسي القائم ولا يريد تغيير هذا الوضع أولا لكي يشارك كما
يطالب البرادعي .بالطبع
سينفي الدكتور السيد البدوي كما فعلها مرارا وتكرارا ، وسيؤكد أنه لا
صفقات مع الحكومة أو الوطني ، وهو بالمناسبة صادق ، فلا وجود لصفقة
متكاملة بين الحزبين ، بل دعم معنوي ولوجيستي وتطبيق كامل لشعار " دعه
يعمل دعه يمر " .
منقول من موقع لينك
لاي حزب معارض بأن يعيد أمجاده مرة أخرى وينضم اليه صفوة المجتمع من
سياسيين وأعضاء مجلس الشعب ورجال دين ولاعبي كرة؟، بل قال أحد القيادات
الناصرية أن الناصريين ربما ينضموا للوفد وهو الحزب الذي يختلف مع أفكارهم
180 درجة .الحقيقة أن المتابع لشأن الاحزاب المصرية يلحظ أنه منذ نشأة حزب الوفد في عشرينات القرن الماضي وهو يتميز بأنه حزب الوحدة الوطنية.فهو
الحزب الذي جمع بين المصريين في ثورة 1919 الخالدة وهو الحزب الذي كانت
قياداته دائما قيادة وطنية لا تميز بين المصريين بحسب انتمائهم الديني،
وهو الحزب الذي أسس وقاد أجمل فترة ليبرالية في تاريخ مصر في النصف الأول
من القرن الماضي.وفي العشرين سنة الأخيرة تقهقر حزب الوفد وتضاءل
دوره في الحياة السياسية لمصر، حتى مع تولي محمود أباظة رئاسة الحزب ، لم
يحدث اي جديد للحزب ولم يستعيد دوره على الساحة السياسية ، بل ظل مجرد
ديكور شأنه شأن كل الاحزب المصرية التي تضاءل دورها واختفت من الساحة.لكن
حزب الوفد العريق تلقى أكبر صفعة في تاريخه عندما حصل نعمان جمعة رئيسه
الاسبق على المركز الثالث في انتخابات الرئاسة عام 2005 بعد الرئيس مبارك
وايمن نور المنشق أصلا عن الحزب العريق .والسؤال الهام هنا ، هل فوز السيد البدوي برئاسة الحزب هي التي اعادت للحزب بريقه وفتحت شهية الساسة والمشاهير على الانضمام اليه؟الاجابة
في نظر العديد من المراقبين هي لا ، لان الحكومة والحزب الوطني لم يكونا
ليتركا الحزب ينمو ويكبر بهذا الشكل ويهدد الحزب الوطني في انتخابات مجلس الشعب وانتخابات رئاسة الجمهورية.لكن
الانتخابات هي كلمة السر في هذا التحول الحكومي تجاه الوفد ، فالحكومة
تسمح له بالنمو ، والحزب يشجع بعض الرموز السياسية على الانضمام الى
الوفد، كما كشف مصدر داخل حزب الوفد.بل أن السيد البدوي يحتفظ
بعلاقات جيدة للغاية مع صفوت الشريف وقام قبل انتخابه رئيسا للوفد بترقية
أحد المقريبن للغاية من صفوت الشريف ليكون رئيسا لتحرير جميع برامج قناة
الحياة التي يملكها البدوي في خطوة اثارت غضب الكثيرين داخل القناة .الاخوان
والبرادعي هما السبب في تحول موقف الحكومة من الوفد ، فالحكومة اكتشفت
أنها سمحت للاخوان بالنشاط والحركة بعد أن تعمدت على مدى السنوات الماضية
القضاء على حزب الوفد الجماهيري واي نشاط حزبي جاد ، فتركت الاحزاب الساحة
للاخوان الذين حصدوا 88 مقعدا في انتخابات مجلس الشعب جاءت كلها على حساب
مرشحي المعارضة والوطني ، فقررت أن تدعم الوفد سرا وعلنا لحصار الاخوان في
اللجان الانتخابية .ايضا فإن وجود الدكتور محمد البرادعي على
الساحة الآن ومطالبه للتغيير والالتفاف حوله وهو من عائلة وفدية وخطه
السياسي قريب من خط الوفد وهناك أعضاء وكوادر وفدية كانت لديها رغبة بان
يرشحه الحزب للرئاسة ، كل هذا يزيد من قلق الحزب الوطني.لذلك كان السيناريو المفترض انه من الضروري تقوية حزب الوفد في هذا الوقت الحاسم قبل انتخابات مجلس الشعب نهاية هذا العام وانتخابات الرئاسة
العام المقبل وإعادة بعض البريق السياسي له ليسحب البساط من تحت أقدام
الإخوان والبرادعي بان يكون قادرا على تقديم مرشحين للبرلمان ومرشح
للرئاسة وينافس بقوة وبجدية ليشكل مع أحزاب أخرى البديل للإخوان في
البرلمان القادم ويكونوا قوة المعارضة الرئيسية لأنه بات معروفا أن
الإخوان لن يفوزوا بالعدد الحالي لهم في البرلمان الجديد ولا بأقل من ذلك
بل المتوقع ألا يفوزوا بأي مقاعد .من دون ذلك ومع استمرار حالة
الوفد تحت قيادة أباظة فانه لم يكن متوقعا أن يحصد مقاعد أو يقدم مرشحا
مقنعا للرئاسة , فأباظة نفسه لم يكن مقنعا كمرشح رئاسي لكن عندما تنتقل
رئاسة الحزب إلى شخص آخر ليست عليه مآخذ أو ملاحظات أو انتقادات من تلك
التي توجه لأباظة علاوة على انه رجل أعمال ناجح وسياسي هادئ وعقلاني
ومنفتح ويطمئن له النظام في أفكاره وأطروحاته ومصالحه بشكل أو بآخر مرتبطة
بالتفاهم مع النظام والمعارضة غير الجادة.وجربته الحكومة لمدة عامين هي كل عمر قناة الحياة حيث تميزت بالمعارضة الخفيفة التي تنتقد دون هجوم صريح.عندما
يكون هناك هذا الشخص رئيسا للوفد وتتم مساعدته على لملمة الحزب وهو ما
يحدث فعلا الآن فان ذلك قد يعيد للوفد بريقه وألقه في الشارع ويمكن أن
يحقق نتائج جيدة في الانتخابات البرلمانية وكذلك يقدم مرشحا للرئاسة أمام
مرشح الحزب الحاكم سواء كان مبارك الأب أو مبارك الابن ليعطي الانتخابات
أهمية وصورة معقولة ومقبولة وهذا سيهمش البرادعي ويؤثر على زخم صورته
وشعاراته ومطالبه ويغطي على عدم قدرته على الترشح أو يؤثر عليه لو نجح في
الترشح لان الوفد يرفع نفس المطالب والشعارات لكن الفارق انه حزب يعمل في
إطار الوضع السياسي القائم ولا يريد تغيير هذا الوضع أولا لكي يشارك كما
يطالب البرادعي .بالطبع
سينفي الدكتور السيد البدوي كما فعلها مرارا وتكرارا ، وسيؤكد أنه لا
صفقات مع الحكومة أو الوطني ، وهو بالمناسبة صادق ، فلا وجود لصفقة
متكاملة بين الحزبين ، بل دعم معنوي ولوجيستي وتطبيق كامل لشعار " دعه
يعمل دعه يمر " .
منقول من موقع لينك