ظهرت مؤخرا مسلسلات تركية طويلة على غرار المسلسلات المكسيكية ، لكنها
أي المكسيكية لم تحدث أثرا كبيرا كالتي تحدثه المسلسلات التركية الآن
،
فقد كانت مملة تتحدث عن الجريمة والانتقام ..
لكن التركية ” سنوات الضياع ” و ” نور ” وغيرهما كانت رومانسية تحمل
أسمى معاني الحب والايثار الدرامي المطلوب ، فأججت نفوسا فقيرة في الحب
ولا تتعاطاه ، تعتبره عيبا فلا تبوح به ، تختزنه في صدورها رافضة له أن
يخرج ، فحياء ما بعده حياء أن تقول الزوجة لزوجها أحبك و عيب وألف عيب أن
يمسك الزوج بيد زوجته ويقبلها وهو يقول : أحبك ..
ضاعت المشاعر بين الحياء والتقاليد وهموم الحياة .. لتعتبر كل كلمة حب
غريبة في هذا الزمن الجاف ، ضاعت القلوب أمام هذه المسلسلات .. تاه الفكر
أمام كلمات الحب وهمهماته .. زاغت العيون لما رأت رومانسية الحب وحركاته
..
فحدثت انقلابات عاطفية للنفوس .. أدركت كم هي عطشى في صحراء الجفاف ..
كم هي جاهلة في الحب وأساليبه .. أحست أن عمرا مضى جافا بلا مشاعر ..
ادركت أن سنوات راحت هباء في حياة مملة ..
وتناقلت وسائل الإعلام أخبارا ثورية من هنا وهناك .. زوجة تضع صورة بطل
المسلسل ” مهند ” على جوالها يغضب الزوج ويأمرها أن تزيل صورته فترفض
لأنها لم تسمع كلاما رقيقا في حياتها لا من ابيها ولا أخيها ولا حتى زوجها
المفترض أن يقبلها ويقول لها كلمات حب !
زوجة أخرى قالت أتمنى أن أعيش يوما واحدا مع مهند ثم أموت .. ( طبعا حرفت في كلامها قلييلا فالطامة أكبر ) ..
أخرى وضعت صور مهند في غرفتها بديلا عن صورة زوجها .. أنا بصراحة
أعذرها فقد تكون لم تسمع كلمة حب واحدة من زوجها البطل القوي اللي فاهم
الدنيا صح وكل الناس يحترمونه والحق معاه دائما وين ما يروح !! ويخافه
المدير وكل ناس عنده ما يفهمون !